جرحتني أمام أصدقائي..ماذا أفعل مع زوجتي العصبية؟
"عزت" طبيب شاب يشكو زوجته الرائعة والعصبية في نفس الوقت فيقول: حقيقة إن زوجتي فيها كل المميزات التي قد يبحث عنها رجل، فهي ربة منزل ممتازة وأم حنونة كما أنها نظيفة وتهتم لشكلها ولملبسها وتهتم لأهلي، إلا أن بها عيبا واحدا خطيرا لا أتحمله خاص بعصبيتها..
فهي لا تلبث أن تنفعل لأي شىء وفي أي موقف وأي مكان ولا تتحكم في أعصابها.. وعندما تهدأ تندم على ما فعلت وتعتذر، ولكنني لم أعد أحتمل تلك الطريقة المكررة، خاصة وأنها في عيد ميلادي الأخير جرحتني أمام أصدقائي وهذا أغضبني منها بشدة، ولا أدري ماذا أفعل؟
في تعليقه على مشكلة القاريء يقول د. محمد المهدي ،الطبيب النفسي: الزوجة العصبية ،كما هو واضح من التجارب السابقة، لا يناسبها سوى الزوج الهادىء العاقل الذي يستطيع أن يسيطر على الأمور لا أن يفقد أعصابه هو الآخر، فالبيت لن يتحمل إثنين صوتهما عالي، فلن تكون هناك سكينة ورحمة وتراحم، ولن يحدث ذلك إلا إن كان أحد الطرفين في العلاقة الزوجية صبورا متحملا وهادئا ويستطيع التغاضي عن عصبية الطرف الآخر.
بالهدوء سيطر على الموقف
أما عن طريقة التعامل مع هؤلاء الزوجات العصبيات فيقول د.المهدي أنه غالبا ما تأتي العصبية في صورة نوبات تصيب الشخص العصبي في ظرف معين يستثار فيه، ثم يهدأ بعد فترة، وبالتالي فإن التعامل معه بهدوء واحتواء سيقلل من حدة الموقف ويمتص جزء من عصبيته، ويجعله يصل لمرحلة الهدوء بسرعة، أما إذا كان الزوج عصبيا هو الآخر وتعامل مع الانفعال بانفعال مقابل فإنه سيغذي الموقف أكثر بعصبيته ويتصاعد الموضوع ولن يهدأ أيهما سريعا.
ويؤكد د.المهدي أنه ليس المقصود بالهدوء هنا الهدوء المستفز المتجاهل والمكايد للطرف الآخر، أو العدوان السلبي المتمثل في الصمت المتنمر المستهزىء بالطرف المنفعل، لأن هذا النوع من الهدوء يستفز الطرف الآخر بدلا من أن يجعله يهدأ، ولكن المقصود بالهدوء هنا الهدوء المحتوي المتعاطف المحب الذي ينتظر انقشاع عاصفة العصبية ليعاتب حبيبه عما بدر منه.
ويوجه د.المهدي حديثه للزوج السائل مقدما له الحل في خطوات ومراحل محددة :
- تذكر الرصيد الطيب لزوجتك في المواقف الأخرى أثناء نوبة عصبيتها حتى تستطيع الاحتمال، وتذكر أيضا أن حالة العصبية ليست حالة دائمة فسرعان ما تأتى وتنكسر، فلتصبر مؤقتا.
- تفهم حالة زوجتك وعصبيتها، وأنه من الممكن ألا يكون لها يد في تلك العصبية التي قد تكون ناتجة عن أسلوب تربوي معين.
- في حال كانت العصبية مستمرة من قبل زوجتك فعليك في هذه الحالة أن تبحث عن أسباب تلك العصبية.. وما الذي يجعلها في حالة استفزاز دائم، فبعد مراجعة تلك المواقف ومعالجتها ربما تهدأ الزوجة وتتخلص من أسباب عصبيتها المستمرة.
-خذ الأطفال بعيدا عنها وعن البيت فترة من الوقت، إذا كان لديكم أطفال، فقد يكون الالتزام مع الأطفال بشكل دائم وروتيني سبب توترها، وامنحها فرصة للراحة سواء في المنزل أو في أي مكان تفضله مع صديقاتها..
- - ضع نفسك مكانها. حاول أن تشعر بمشاعرها، وتفادى قول نكات أو تعليقات جارحة، ولا تخبرها بأنك إذا كنت مكانها فلن تتذمر أو تتعصب لأنك لن تتمكن من الإحساس بمشاعرها لأن الوقت القصير الذي تمضيه برفقة الأطفال أو في المنزل لا يعادل الوقت الطويل والجهد الذي تبذله هي. واسأل نفسك هل تستطيع هي أن تقوم بعملك ولا تتذمر.
- أخبرها بأنك آسف عندما تخطئ في حقها. فكلمة آسف قد تمحي الكثير من المشاكل، خصوصا وأن المرأة بطبيعتها تتقبل الصلح مهما كانت عصبية أو مزاجية.
- وأخيرا إذا لم تتوقف العصبية أو تقل حدتها رغم محاولات علاج أسبابها، فلا مانع من وجود اضطراب نفسي يحتاج في هذه الحالة لعلاج متخصص.
منقول