حكم عربية وقصصها
"اكرم من حاتم الطائي"
سأل رجل حاتم الطائي، وهو مضرب أمثال العرب في الكرم، فقال: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟ قال: نعم غلام يتيم من طي نزلت بفنائه وكان له عشرة أرؤس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه ، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته.
فقلت : طيب والله ، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم ، فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره
فقلت له : لم فعلت ذلك؟
فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به ، إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة!
قيل يا حاتم : فما الذي عوضته؟
قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم
فقيل: إذاً أنت أكرم منه
فقال: بل هو أكرم، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير.
"جنت على أهلها براقش"
كان لقوم كلبه تدعى براقش وذات ليلة جاء أعداء لهم يبحثون عنهم في الظلام فلم يهتدوا اليهم فيئسوا وهمّوا بالرجوع فلما أحست بهم الكلبه نبحت عليهم فعرفوا من نباحها مكان القوم فهاجموهم وقضوا عليهم وعلى كلبتهم فقيل جنت على اهلها براقش.
"رجع بخفي حنين"
ساوم أعرابي الإسكافي حنينا على خفين فلم يشتريهما بعد جدل طويل مما أغاظ حنينا فذهب حنين الى طريق الأعرابي وطرح أحد الخفين ثم سار مسافة وطرح الأخر ثم أختبأ.
وعندما مر الأعرابي رأى أحد الخفين فقال ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه اخر لأخذته وعندما سار رأى الأخر مطروحآ فندم على تركه الاول فنزل عن ناقته وربطها ثم رجع الى الأول فخرج حنين من مخبأه فحل الناقه وأخذها وعندما رجع الاعرابي الى بلده وليس معه الإ الخفان قالوا رجع بخفي حنين
"جزاء سنمار"
أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس , حيث أن ابن سابور ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر إذ أرسله أبوه إلى الحيرة والتي اشتهرت بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية, ووقع اختيار النعمان على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر.
وكان سنمار رجلاً رومياً مبدعاً في البناء فبنى القصر على مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء، وكانت المياه تجري من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول ارض القصر وتعود الى النهر من الناحية المنخفضة، وعندما انتهى سنمار من بناء القصر وأطلقوا عليه اسم الخورنق , وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه، وقف سنمار والنعمان على سطح القصر ، فقال له النعمان: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟
فأجاب كلا
ثم قال: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟
قال: كلا
ثم قال سنمار مُفتخراً: ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم
فقال: وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟
قال: كلا
فألقاه النعمان عن سطح القصر، فخر ميتاً.
وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلهُ لغيره، فضربت العربُ به المثل بمن يُجزى بالإحسان الإساءة.
"أحمق من هبنقة"
هَبَنّقة، وهو يزيد القيسي، كان يعلّق في رقبته قلادة ملونة ليَعرف نفسه بها إذا ضاع! وفي يوم من الأيام أخذها منه أخ له اسمه مروان وهبنقة نائم، ووضعها مروان في رقبته، فلما انتبه هبنقة، ورأى القلادة في رقبة أخيه، قال له: سرقتني مني، أنت يزيد فمن أنا!
"أبصر من زرقاء اليمامة"
زرقاء اليمامة هو لقب لفتاة عربية عاقلة جميلة كانت عيناها زرقاء اجمل ما فيها وكانت ترى الاشياء من مسافات بعيدة جداً فترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام والناس يعجبون من قوة نظرها وكانت بلادها تسمى اليمامة؛ فسميت زرقاء اليمامة.
صعدت الزرقاء يوما إلى القلعة ونظرت فرأت شيئا عجيبا.. رأت من بعيد شجرا يمشي ويتنقل من مكان الى اخر فنادت رئيس قومها واخبرته فعجب الناس وقالوا: "الشجر يمشي يا زرقاء! اعيدي النظر"
فأعادت النظر ثم قالت: "كما أراكم بجانبي أرى الشجر من بعيد يمشي"
فقال واحد من أهلها: "ربما جاء الى تلك البلاد سيل شديد فقلع الشجر من مكانه وحمله لذا تراه الزرقاء يسير" فأعادت النظر وقالت: "لا، بل أراه الأن أوضح ، أرى تحت الشجر رجالا سائرين وراكبين والشجر يسير معهم"
فلم يصدقها قومها وقالوا ان عيناها خدعتها .. لكن الحقيقة أن ما رأته زرقاء اليمامة كان صحيحا فقد استتر الأعداء بقطع الأشجار وحملها أمامهم لكي يتمكن من الاقتراب دون أن يشعر أحد, فلما وصل الأعداء إلى قومها أبادوهم وهدموا بنيانهم ، وقلعوا عين زرقاء اليمامة.
"بين حانة ومانة ضاعت لحانا"
تزوج رجل بامرأتين إحداهما اسمها حانة والثانية اسمها مانة ، وكانت حانة صغيرة في السن عمرها لا يتجاوز العشرين بخلاف مانة التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها.
فكان كلما دخل إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته وتنـزع منها كل شعرة بيضاء وتقول: يصعب عليَّ عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شابًا ، فيذهب الرجل إلى حجرة مانة فتمسك لحيته هي الأخرى وتنـزع منها الشعر الأسود وهي تقول له : يُكدِّرني أن أرى شعرًا أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر.
ودام حال الرجل على هذا المنوال إلى أن نظر في المرآة يومًا فرأى بها نقصًا عظيمًا ، فمسك لحيته بعنف وقال : "بين حانة ومانة ضاعت لحانا" ومن وقتها صارت مثلاُ.
أَشأَمُ مِنْ غُرَابِ الْبَيْن
للغراب حكايات كثيرة مع العرب ، الذين لطالما كانوا ولا يزالون يتشاءمون أو يتطيرون منه ولأنه كان لا يأتي منازلهم إلا إذا باتوا ، فسموه غراب البين ، ومن شدة تشاؤمهم بالغراب اشتقول من اسمه كلمات كثيرة كالغربة ، والأغتراب ، الغريب
أَخذَهُ بِرِمَِّتِه
كثيراً مانسمع كلمة برمته دون أن نعرف أصلها والرمة هي قطعة من الجبل بالية وحكاية هذا المثل تعود إلى أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه فيقال دفعه إليه برمته وصارت مثلاً ومن ذلك الوقت أصبح يقال لكل من دفع شيئاً بجملته : دفعه إليه برمته وأخذه منه برمته .... وهكذا
أخُو الظَّلَماَء أعْشى باللَّيلِ
ويقال هذه المثل لمن يفقد القدرة على التفكير السليم فلا يستطيع إجتياز ما يقابل من عقبات أو أية مواقف عصيبة ، كما يعجز فاقد البصر عن أ، يرى البلاء ، ويضرب أيضاً لمن يخطىء حجته فلا يتمكن من الخروج مما وقع فيه ، وهذا المثل يشبه تماماً المثل الذي يقول فاقد الشيء لا يعطيه
أَلْقِ دَلْوَكَ فيِ الدَّلاَءِ
ويضرب هذا المثل في الحث على العمل وبذل الجهد للحصول على المنافع وقديماً قال الشاعر ( وليس الرزق عن طلب حثيث ) (ولكن ألق دلوك في الدلاء )*****وهذا أصل المثل
الإحسانْ يقَطَعْ اللِسانْ
وهذا المثل عربي في نفس المعنى يضرب في فضل هذه الخصلة الحميدة التي تجعل عدوك لا يستطيع مهاجمتك أو لومك لأن أحسانك إليه آخرسه ، وجعله يشعر بالخزي
إن البعوضةَ تُدمى جَبهةَ الأَسد
يضرب هذا المثل في الشيء القليل الشأن الذي يمكن ان يكون شديد الأثر ، أو ال**** من الأمور يلحق كبير الاذى والضرر بعظائم الأمور أو المرء الضعيف يقهر القوي الجبار وأول مرة ورد فيها هذا المثل كانت في بيت شعر لأحد شعراء العرب القدامي يقول
لا تحقرن صغيراً في مخاصمة إن البعوضة تدمي جبهة الأسد
أكَلتُمْ تَمْرِى وعَصَيْتُمْ أمْرِى
أول من قال هذا المثل هو عبد الله بن الزبير عندما تخلى عنه بعض رفاقه في مواجهته للحجاج بن يوسف الثقفي قبل أن يتمكن الأخير من قتله ، والتمثيل بجثته ويضرب المثل للناس التي تنكر الجميل وترد على حسن الصنيع بالجحود والإساءة
إنَّ الهَوىَ شَرِيكُ العَمَى
ويضرب للشخص الذي يعميه الحب عن رؤية الحقيقة ، أو تحول عدم واقعيته دون إدراك الأمور كما هي في الحقيقة وهذا المثل يشبه تماماً قول العرب الشائع " حبك الشىء يعمي ويصم
بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبى
هذا المثل الشائع يُضرب لكل ما جاوز الحد ، وزاد عن المعقول او خرج عن المألوف والزبى هي جمة زُبْيةَ ، وهي حفرة تحفر للأسد إذا أرادوا صيده ، وأصلها الرابية لا يَعلُوها الماء ، فإذا بلغها السيل كان جارفا
بِالرَّفاَءِ واَلَبِنينَ
المقصورد بكلمة " الرفاء والبنين " هو الألتحام" " والاتفاق " وهي من رفيت الثوب أي لحمت أجزاءه الممزقة . وقد حدث أن تزوج أحد العرب فقال له : بالرفاء والبنات والبنين لا البنات ، فبادر آخر بالرفاء والبنين فصارت مثلاً يراد به التمني للعروسين
ثاَرَ حاَبِلُهُم عَلَى ناَبِلِهِمْ
وهذا المثل يقال أحياناً بعبارة آخرى تقرأ " إختلط الحابل بالنابل " والحابل صاحب الحبالة والنابل صاحب النبل ويضرب هذا المثل في إختلاط الأمر ، وضياع الحقيقة