المتهمة بقتل طفليها بالإسكندرية تمثل الجريمة بالصوت والصورة
وسط حراسة أمنية مشددة، مثلت أميرة سعيد، الأم المتهمة بقتل طفليها فى الإسكندرية، جريمتها بمسرح الحادث، بعد 48 ساعة من التحقيقات المتواصلة، لم تعلل خلالها أسباباً واضحة لارتكاب جريمتها.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة مساء الخميس ، عندما وصلت قوة من قسم شرطة باب شرقى، يقودها العميد محسن عبدالرازق، مفتش مباحث شرق، والمقدم عماد عبدالظاهر، رئيس مباحث القسم، وبصحبتهم المتهمة، إلى العقار رقم 14 بشارع عبدالمنعم سند، فى منطقة «كامب شيزار»، وفجأة تجمع العشرات من أهالى الحى، حول سيارة الشرطة، التى كانت تقل المتهمة، وتعالت الصيحات «دى مش أم دى عايزة الدبح»، «إيه ذنب الأطفال الأبرياء أكيد دى مش طبيعية»، «إحنا فى آخر الزمان يا جدعان هو فى حد يعمل كده»، «أكيد دى مجنونة».
ومع تعالى الصيحات وزيادة الاحتقان بين جيران المتهمة، أمر اللواء ناصر العبد، مدير المباحث، بالدفع بقوة إضافية إلى مسرح الحادث، حرصاً على حياة المتهمة، ومع وصول القوة تمت السيطرة على الموقف وخرجت المتهمة من السيارة بصحبة مخبرين، من قوة مباحث القسم، لتوزع نظراتها الزائغة على المتواجدين، دون أن تنطق بكلمة واحدة.
صعدت المتهمة سلم العقار بسرعة شديدة، وكأن لسان حالها يقول إنها ستستقبل طفليها مرة أخرى، وبمجرد فتح باب الشقة، دخلت بصحبة وكيل نيابة باب شرقى، الذى أمر بخروج كل من بالشقة، وعدم تواجد وسائل الإعلام، وبعد أن التقطت أنفاسها، أمر بفتح محضر المعاينة فى ساعته وتاريخه، واستدعى المتهمة التى كانت تقف فى صالة الشقة.
وعلى الفور ذهبت إلى الحمام، وألقت نظرة على أرضيته، لعلها تجد ابنها «يوسف» كما تركته آخر مرة، عقب الحادث، ناولها وكيل النيابة قطعة من القماش وأوضحت كيف كتمت أنفاس الصغير، ثم أحضرت حبلاً لفته حول رقبته، حتى جحظت عيناه البريئتان، ثم ناولها قطعة من الخشب، بدلاً من السكين، مررتها على رقبة المجنى عليه، أثناء وقوعه على الأرض، تماماً مثلما تذبح الشاة الصغيرة، ثم خرجت من الحمام، وشرحت كيف أخفت السكين خلف ظهرها، ونادت الضحية الثانية «مريم» وبحركة سريعة، قبل أن تنطق الطفلة، لفت جسدها النحيل بيدها وذبحتها من الخلف.
لم تستغرق المعاينة سوى ساعة واحدة، ليقوم وكيل النيابة بغلق المحضر فى ساعته وتاريخه، بعد أن قرر أن المعاينة جاءت متوافقة مع ما أدلت به المتهمة من أقوال أمام النيابة.
كانت تحقيقات مصطفى علام، وكيل نيابة باب شرقى، التى أجراها بإشراف المستشار أيمن مهاب، مدير النيابة، توصلت لارتكاب المتهمة الواقعة، واعترافها تفصيلياً وإقرارها بما اعترفت به، أمام الرائد محمد إسماعيل، رئيس مكتب سرقة المساكن بمديرية الأمن، الذى كشف غموض الجريمة، فأمرت النيابة بحبسها 4 أيام، على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد.
أمر قاضي معارضات نيابة باب شرق بالإسكندرية، السبت، بتجديد حبس المتهمة بقتل طفليها في منطقة «كامب شيزار»، 15 يومًا، على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد فيما تقدم زوجها بطلب إلى النائب العام بحظر النشر في القضية من أجل الحفاظ على ابنته الكبرى.
التقت «المصري اليوم» مع المهندس محمد يوسف والد الضحيتين الذي قال: «إحنا أسرة منتظمة، ومستقرة ماديًا ومعنويًا واللي حصل ده اختبار من ربنا».
وأكمل: «نحن كأسرة ليس لدينا مشاكل على الإطلاق ومرتبطين ببعض جدًا وكل واحد عارف إيه الدور اللي بيقوم به دون خلل أو نقصان.. وأنا راجل ملتزم حتى في قيادة سيارتي لم أرتكب مخالفة مرورية منذ 4 سنوات لأني أقدس النظام».
وعن علاقته بزوجته قال: «ارتبطت بها منذ حوالي 14 عامًا، ولم أجد منها غير كل خير ولم تحدث بيننا أي مشاكل على الإطلاق ولم أضربها فى يوم من الأيام.. ويوسف وأميرة كانا من المتفوقين في الدراسة وكنت أقوم بمساعدتهما في بعض دروس بمشاركة والدتهما».
وحول رصده لأي ملامح خلل نفسي أو عصبي على زوجته قال: «حركتها كانت بطيئة شوية مؤخرًا، لكن لم أشك في أن يكون هذا بوادر مشكلة كبيرة».
وعن سير التحقيقات قال: «لم أتهم أحد بارتكاب الجريمة لأن ليس لي أعداء، ولم أتهم زوجتي، لأني عارف إنها إنسانة طيبة ومش ممكن تعمل كده.. زوجتي قالت إنها كانت خارج المنزل ثم عادت لتجد الطفلين بالحالة التي عليها وهذه الرواية لم تلق قبول لدى الشرطة.. وبعد كده اعترفت بارتكاب الواقعة بسبب الضغوط اللى عليها»، مضيفًا أنه سأل زوجته لماذا فعلت ذلك فقالت: «إنت طالب مننا نوصل كلنا لأعلى الدرجات وأنا عليا ضغط كبير ومش قادرة»