المدير العام Admin
الدولة : مصر المهنة : مدرس عدد المساهمات : 1285 تاريخ التسجيل : 06/01/2011 العمر : 51
| موضوع: مهارة إدارة الصف السبت 12 فبراير 2011 - 19:06 | |
| مهارة إدارة الصف تمهـــيد تساعد معرفة المعلم للممارسات والعمليات التي تحدث داخل حجرة الدراسة في إدارة الصف بكفاءة وفاعلية ، أيضاً فإن الوقوف على الفروق الفردية بين التلاميذ ، وعلى أساليب تفكير التلاميذ ، يسهم في تحقيق التفاعل التام بين المعلم والتلاميذ ، وذلك بدوره يعمل على تحقيق النجاح في عملية إدارة الصف .
وبعامة فإن عملية إدارة الصف تتوقف على عوامل عديدة ومتداخلة ، ولعل من أهمها هو مدى اكتساب المعلم للتفكير العلمي الدقيق الذي يساعده على التحليل والربط بين الأحداث التي تحدث داخل حجرة الدراسة . ومن هذه العوامل نذكر أيضاً التخطيط لعملية التدريس ، والإمكانات المادية وغير المادية من منظور : التكلفة ، والعائد من الموقف التدريسي ( مخرجات العملية التعليمية ) ، وقوة العلاقات والصلات البينية بين المعلم والتلاميذ من جهة ، وبين التلاميذ بعضهم البعض من جهة أخرى . كذلك ، فإن الطاقة النفسية المتاحة والممكنة لكل من المعلم والتلميذ يكون لها دورها المؤثر في تحقيق إدارة الصف ، إذ أن معرفة المعلم والتلميذ لهذا الدور يجعلهما يدركان أنهما يعملان سوياً لتحقيق هدف واحد .
وحتى لا يحدث خلط في الأذهان ، يجدر الإشارة إلى أن عملية إدارة الصف ليست مجرد العملية الشكلية الروتينية التي تضمن استقرار وهدوء التلاميذ ، بحيث لا تحدث بينهم وبين المعلم أية خلافات ، وبحيث لا تحدث بين بعضهم البعض أية صدامات ، وإنما هي العملية التي ينبغي أن يخطط لها المعلم بذكاء وحذاقة لكي يضمن تحقيق أهداف الدرس الذي يقوم بشرحه ، وذلك من خلال جو تعليمي يسمح بالتفاعل بين جميع جوانب العملية التعليمية .
وتتوقف إدارة الصف على طبيعة المعلم نفسه ، إذ أن المعلم الديمقراطي هو الذي يؤمن بأهمية مشاركة التلاميذ له في التفكير والعمل من بداية الدرس وحتى نهايته . أما المعلم الدكتاتوري ، فإنه لن ينظر بعين الاهتمام للأدوار التي يمكن للتلاميذ القيام بها ، ولا يسمح لأحدهم بإبداء الرأي أو المناقشة إلا في أضيق الحدود .
أيضاً ، تتوقف إدارة الصف على إمكانات المعلم الذهنية وتمكنه من محتوى المادة العلمية ، إذ أن المعلم الذي يتميز بالتفكير الموضوعي الدقيق ، والذي يسيطر على جميع دقائق وتفصيلات المقرر الذي يقوم بتدريسه ، يستطيع أن يسيطر على الموقف التدريسي وفق الخطة الموضوعة لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة ، وذلك دون تعسف أو فرض الأمر الواقع على التلاميذ . بينما يفشل المعلم الذي لا يتمتع بالتفكير العلمي ، وغير المتمكن من المادة العلمية في إدارة الصف بسلاسة ويسر ، إذ غالباً لا يقتنع التلاميذ بتصرفاته الشخصية وبطريقة عرضه وشرحه للدروس ، فيضطر بدوره إلى إدارة الصف بطريقة قهرية وتصادمية .
كذلك ، تتوقف إدارة الصف على مدى إتقان المعلم لأساليب وطرق التدريس المناسبة ، وعلى معرفته خصائص ومطالب نمو التلاميذ ، فقد يكون المعلم متمكناً بدرجة كبيرة لجميع دقائق المقرر المكلف بتدريسه ، ولكنه لا يستطيع أن ينقل ما في ذهنه إلى أذهان التلاميذ ، لأنه لا يعرف السبيل الأمثل لتحقيق ذلك .
أيضاً تتوقف إدارة الصف على معرفة المعلم لخصائص ومطالب نمو التلاميذ ، وهناك خطورة تتمثل في عدم رعاية الفائقين ذوي القدرات العالية ، كذا عدم الاهتمام ببطيء التعلم ، إذ أن التلميذ النابه أو التلميذ بطيء التعلم أو التلميذ متدن التحصيل يتطلب أيا منهم مواصفات خاصة في التعامل معه .
إدارة الصف كنظام يقتضي الحديث عن إدارة الصف كنظام أن نوضح أن النظام System بمثابة المجموع الكلي لأجزاء العمل التي يمكن الاعتماد عليها للوصول إلى الإنجاز المنشود ، ولتحقيق المطلوب أو النتائج أو المخرجات التي تم التخطيط لها واعتمادها بدقة .
فعلى سبيل المثال ، يمكن النظر إلى إدارة الصف كنظام على أساس وجود أهداف تم تحديدها سلفاً ، ونسعى إلى تحقيقها من خلال المواقف التدريسية داخل الصف ، وذلك عن طريق البرامج التعليمية التي يدرسها التلاميذ . وبالتالي ، فإن إدارة الصف كنظام تعني تحقيق مخرجات بعينها نتيجة مدخلات محددة تمر عبر شبكة من القنوات والاتصالات بين جميع أطراف الموقف التعليمي المتفاعل . وتتمثل هذه المخرجات في تحقيق إنجازات أو نواتج أكاديمية أو تربوية أو نفسية ، وفي صورة تصرفات عاقلة ومسئولة من جميع أطراف العملية التعليمية .
وهنا قد يقول قائل : " أن تحقيق الإنجازات والأغراض المستهدفة ، سواء أكانت أكاديمية أو تربوية أو نفسية ، لهو رد فعل طبيعي ومتوقع للتصرفات العاقلة والمسئولة من جميع أطراف العملية التعليمية " .
هذا صحيح ، ولكن عندما نقول أن مخرجات الموقف التدريسي تكون في صورة تصرفات عاقلة ومسئولة وذلك بجانب المخرجات الأكاديمية والتربوية والنفسية ، فإننا بذلك نؤكد على أهمية التفاعل بين أطراف الموقف التدريسي بما يحقق العلاقات والصلات البينية المتشابكة ووثيقة الصلة بين هذه الأطراف .
وتتحدد كفاءة إدارة الصف كنظام بمجموعة من المحكات ، وهي كما حددها " بنجهارت Banghart تتمثل في الآتي :
1 – الأداء Performance : ويشير هذا المحك إلى مدى كفاءة النظام عندما يتعرض لحل مشكلة جديدة ، أو عندما يقدم حلول بديلة للحلول المتعارف عليها . لذا ، يكون من المفيد قياس الكفاءة بمقاييس ثبت صدقها وفاعليتها بالنسبة لهذا الغرض ، أو بمقاييس مقننة يتم تصميمها تحقيقاً لهذا الهدف .
وللتأكد من كفاءة أي نظام جديد ، يجب مقارنة هذا النظام الجديد بأنظمة قد ثبتت صحة كفاءتها وقدرتها على حل المشكلات ، وهذا ما يطلق عليه الإعتمادية ، والاتساق ، والاستقرار . والصدق الذي يرتبط بهذا المحك يسمى صدق التميز ، أو التنبؤ القيمي .
2 – التكلفة Cost : المحك الثاني وهو التكلفة المتوفرة للنظام ، وهي قد تكون تكلفة ثابتة أو تكون تكلفة متغيرة . لذا ينبغي وجود أصول وثوابت واضحة للتكلفة ، من حيث العمالة والآلات والأجهزة ، وكل ما يندرج تحت مظلة النظام .
وعليه ، عندما تكون هناك بدائل لاختيار النظام ، يجب أن نضع في اعتبارنا التكلفة ثم العائد والكفاءة . وتفيد نظرية الاحتمالات وبحوث العمليات في تحديد تلك البدائل بدرجة كبيرة من الدقة .
3 – الفائدة Utility : يعني اتخاذ القرار للاختيار من بين البدائل المطروحة . وبمجرد أخذ القرار ، لابد من السؤال عن الفائدة أو العائد أو القيمة الناتجة عن اختيار بديل بعينه دون بقية البدائل .
وإذا كان التخطيط في أبسط صورة له يعني كم يمكن أن ندفع لكي نحصل على أكبر عائد أو خدمة أو نواتج ، يكون من المهم أن يراعي النظام مقدار المردودات التي يمكن أن تعود علينا .
4 – الوقت :Time إذا كان ما نسعى إليه من اختيار بديل بعينه دون بقية البدائل ، هو الحصول على أكبر عائد من الفائدة والكفاءة والأداء المتميز ، فينبغي أن يتحقق ذلك في أقل وقت ممكن ، إذ توجد علاقة بين التكلفة والوقت . وهي علاقة طردية ، أي كلما زاد الوقت زادت قيمة التكلفة .
ويمكن أن يستخدم في ذلك ما يعرف بالتخطيط والتحكم Planning and Control
وبعد أن حددنا المحكات التي على أساسها يمكن تحديد كفاءة إدارة الصف كنظام ، يجدر بنا طرح السؤال المهم التالي :
ما المقصود بمدخل النظام ؟ يهتم مدخل النظام بالعمليات التي تحدد الحاجات والمشكلات . لذا ينبغي أن نختار من بين البدائل ما يرتبط بالمشكلة ويؤدي إلى حلها . ويجب تحديد البديل أو البدائل التي يتم اختيارها باستخدام التقييم الدوري ، وباستخدام التقييم النهائي أو الجمعي .
وتستخدم " نظرية تحليل النظم " لتحقيق ما تقدم كنوع لحل المشكلات بطريقة منطقية ، وبذا تضع الأساس الفعال لتخطيط إدارة الصف .
وبعامة ، توجد العديد من الدلالات المنطقية المقنعة بأن " نظرية تحليل النظم " هي طريقة أكثر فعالية وذات كفاءة عالية بالنسبة لتحديد مخرجات الإدارة الناجحة للصف ، وبالنسبة لأسلوب التفكير الذي يركز على مسألة تحقيق الذات لجميع أطراف الموقف التدريسي .
وعليه ، تعطي " نظرية تحليل النظم " مؤشراً له دلالاته لمردودات العملية التعليمية داخل الصف ، إذ عن طريقها يمكن تحديد الحل المنطقي لأية مشكلة ، وبخاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن جميع الأداءات والممارسات التي تحدث داخل الصف بمثابة عمليات ، إذا تحققت بكفاءة فإنها تسهم في رفع كفاءة التنظيم للعمليات التربوية ، ولا تقتصر على رفع إدارة الصف الدراسي .
وتعتمد مخرجات إدارة الصف كنظام على الآتي : * صحة البيانات التي استخدمت في تحقيق وتحليل المسائل العلمية التي يتم طرحها للدراسة والمناقشة داخل الصف .
* موضوعية الاستخدام الشخصي لنظرية " تحليل النظم " وارتباط أدواتها بالخطة المطلوب تنفيذها . فإذا ارتبطت أو استخدمت نظرية " تحليل النظم " في وضع خطة إدارة الصف ، ينبغي أن تتضمن الخطة الأدوات المناسبة التي تركز على التلميذ ، وبذلك يمكن التأكد من مستوى طموحه والوقوف على إمكاناته الذهنية والتحصيلية الحقيقية .
* قوة التفاعل الصفي من الناحيتين العلمية والتكنولوجية ، وبخاصة أن مقتضيات وظروف العصر تتطلب تطبيق العلم والتكنولوجيا في المستويات الحياتيه للأعداد المتزايدة من التلاميذ ، حتى تتحسن مستويات المعيشة لأولئك التلاميذ .
وبالرغم مما تقدم ، ينبغي التنويه بأن العلم والتكنولوجيا قد لا يكونان بالضرورة الأداتين الأمثل لحل مشكلات الإنسان .
إمداد وإعطاء التلاميذ الخلفية العلمية ، وإكسابهم القدرة على التفكير الموضوعي الدقيق ، حتى يستطيعوا مواصلة الدراسات العلمية في المستويات الأعلى ، وحتى تكون لديهم القدرة على استخدام التفكير العلمي في حل المشكلات الحياتية التي قد تصادفهم .وينبغي أن يدرك التلميذ أن حل أية مشكلة من المشكلات يمكن تحقيقه عن طريق :
* تقديم أكبر عدد ممكن من الحلول .
* اختيار أفضل البدائل في ضوء المحكات الملائمة لمن يقوم بعملية التخطيط لإدارة الصف .
ما المقصود بالتخطيط لإدارة الصف ؟
المقصود بالتخطيط التعليمي بعامة أنه العملية المتصلة المنتظمة التي تتضمن أساليب البحث الاجتماعي ، ومبادئ وطرق التربية ، وعلوم الإدارة والاقتصاد والمالية ، والتي تكون غايتها وهدفها النهائي أن يحصل التلاميذ على تعليم كاف ذو أهداف واضحة وعلى مراحل محددة تحديداً دقيقاً ، وبذلك يمكن لكل فرد الحصول على الفرص المناسبة التي عن طريقها يستطيع أن ينمي قدراته في شتى المجالات والميادين ، وذلك ينعكس أثره إيجابياً على إسهاماته المؤثرة والفعالة بالنسبة لما يقوم به من أعمال وأفعال ، وبالنسبة لما يقدمه من آراء ومقترحات . وهذه ، وتلك يكون لها دورها الفاعل في تقدم المجتمع في النواحي الاجتماعية والثقافية والعلمية والاقتصادية … الخ .
والتخطيط التعليمي يكون عملية مقصودة تهدف إلى استخدام طرق البحث العلمي في تحقيق الأهداف السابقة في ضوء احتياجات المستقبل وإمكانات الحاضر .
ويكون التخطيط لإدارة الصف بمثابة العملية العلمية المنظمة لدراسة مجتمع التلاميذ دراسة وافية وكافية ليقف المعلم على معرفة إمكانات كل متعلم على حدة ، وليعرف كيفية تطوير هذه الإمكانات نحو الأفضل ، باستخدام أساليب التدريس المناسبة ، وباستخدام التقنيات التربوية التي تخدم المواقف التعليمية / التعلمية ، وذلك باستخدام أساليب التقويم الحديثة والمتطورة ، بشرط أن يتحقق ذلك عن طريق مواقف تعليمية / تعلمية فاعلة ومتفاعلة بين جميع أطرافها ، وبذلك يتم مراعاة مطالب النمو الحالية للمتعلم ، كما أنه يكتسب في ذات الوقت كيفية مواجهة المستقبل ، دون صعوبات أو عقبات لأنه يعرف جيداً السبيل الأمثل للتعامل مع تلك الصعوبات أو العقبات .
وأخيراً فإن التخطيط العلمي بات السبيل لرسم إطارات العمل المستقبلي على المدى القصير والبعيد . وإذا كانت إدارة الصف بمثابة الأداة الرئيسية للتربية بالنسبة لتخريج الإنسان الصالح علمياً وسلوكياً ونفسياً وانفعالياً .. الخ ، فإن التخطيط لهذه العملية هو السبيل لتحقيق متطلبات التلاميذ في الرفاهية والعدالة الاجتماعية ، ثم تحديد الأسلوب الأمثل لتحقيق تلك الأهداف .
معلم الصف كقائد تحتم طبيعة الموقف التدريسي أن يكون المعلم هو قائد الجماعة . وبعيداً عن مناقشة السمات الشخصية المتعارف عليها بالنسبة للمعلم والقائد على السواء ، ينبغي النظر إلى القيادة هنا في إطار دورين مهمين ، وهما المبادأة بتكوين الجماعة والاعتبار .
ويشير مبدأ تكوين الجماعة إلى أهمية تحقيق المعلم لأنواع من السلوك ، لعل أهمها : يجعل الطريق الذي يراه أو يتبعه واضحاً لجماعة الصف ، يحاول تجربة أفكار جديدة ، ينتقد العمل الضعيف ، يؤكد أهمية إنجاز العمل في الوقت المخصص له .
ومعلم الصف كقائـد ، عليه أن يوجـه ويتصرف وينسق العمل ، ويتخذ القرارات ، ويقوم " بمبادأت تكوين الجماعة " بهدف تنفيذ العمل والمهام المطلوبة .
وتشير الدراسات إلى أن المعلمين الذين ينالون أعلى تقدير لجوانب الشخصية كلها ، والذين يتمتعون بأعلى تقدير في مجال الشهرة يميلون إلى أن يقوموا بدور المبادأة بتكوين الجماعة خير قيام ، أيضاً ، تشير الدراسات إلى أن المعلمين القادة ذوي الكفاءة يؤدون الدور الثاني الخاص بالاعتبار خير أداء ، حيث يطلق على هذا الجانب مجال " العلاقات الإنسانية " لسلوك القائد .
وليحقق المعلم القائد الجانب المرتبط بالعلاقات الإنسانية ، ينبغي أن يقوم بأعمال بسيطة تجعل انضمام الفرد للجماعة أمراً محبباً إلى النفس ، وأن يقضي أوقاتاً طويلة مع التلاميذ ليستمع لآرائهم ويوضح في الوقت نفسه أبعاد ما يقوم به من عمل ، وأن يعامل جميع التلاميذ على قدم المساواة ، وأن يبدي استعداده لأن يقوم بعمل التغيرات المنطقية التي يطلبها منه التلاميذ ، وأن يحصل على موافقة جميع التلاميذ أو أغلبيتهم قبل البدء في العمل المرتبط بالأنشطة الجديدة ، وأن يتطلع إلى تحقيق الرفاهية الشخصية لجميع التلاميذ .
ما تقدم هو مختصر لصورة المعلم القائد الذي يهتم بالتلاميذ ، ويضع في اعتباره آراءهم واهتماماتهم ومشاعرهم ، وبخاصة أن التلاميذ الآن أصبحوا يقررون بأنفسهم العديد من أمورهم في نطاق التكوين الكلي لتنظيم الجماعة .
تأسيساً على ما تقدم ، يستطيع المعلم القائد تكوين جماعات جيدة من التلاميذ يمكنها أن تصل إلى أهدافها ، وأن تسهم في منح ألوان شتى من الرضا لأعضائها ، وأن يدركوا أهمية تنمية مفاهيم العملية الجماعية .
ومن المهم أن يدرك المعلم وجود التباينات بين جماعة الصفوف المختلفة التي تختلف في السن والنضج ، وفي القدرة العقلية ، وفي المكانة الاجتماعية – الاقتصادية ، وأن يدرك كذلك الاختلافات بين " شلل " الصف الواحد ، وأن يعرف أدوار هذه الشلل ، وكيف تتلاقى أو تتصارع باختلاف شخصياتها .
ويمكن للمعلم تطبيق الأفكار التالية لوضع حلول للمشكلة السابقة : 1) يمكن اعتبار الصف جماعة لها خصوصيتها ، ولها أهدافها التي تتضمن إنجاز مهام بعينها ، كما تتطلب تحقيق الرضا الذاتي والانسجام مع الجماعات الأخرى . وتفسر مهام هذه الجماعة في نهاية الأمر بتعلم كل فرد من التلاميذ .
2) بالرغم من أن جماعة الصف ينظر إليها كجماعة واحدة ، فأنه يمكن تقسيم هذه الجماعة إلى جماعات جزئية أو فرعية ، وقد تنسجم أو لا تنسجم هذه المجموعات الجزئية بعضها مع بعض . ويوجد اختلاف في كل صف فيما يتصل بمدى تقبل أو نبذ الأفراد الأعضاء في الجماعة الأم أو في المجموعات الجزئية . وهناك أدوار مختلفة وأنماط خاصة للسلوك يقوم بها أفراد بعينهم دون بقية الأفراد .
3) يقوم تفاعل بين معلم الصف مع الجماعة كقائد جيد على أساس إنجازه لدورين رئيسين ، وهما المباءأة بتكوين الجماعة والاعتبار ( السلوك الإنساني ) . وفي إطار هذين الدورين يوجه المعلم التلاميذ ، ويحدد المستويات ، وينظم المناشط ، ويندمج في جميع أوجه النشاطات التي يمارسها التلاميذ ، ويحترم أفكار التلميذ ومقترحاته وآراءه الشخصية . ويؤدي عدم القدرة على القيام بهذين الدورين أو رفض أدائهما ، إلى وجود العديد من المشكلات والصعوبات الخاصة بتفاعل التلاميذ بعضهم مع بعض ، كما أن المعلم يعجز شخصياً عن إنجاز العمل والمهام التي تتطلبها جماعة الصف .
4) يعتمد التعليم الفردي المعين على محتوى المناشط والممارسات التي يطلبها معلم الصف من التلميذ . كما أنه يعتمد أيضاً على طبيعة أفراد الصف ، وعلى السلوك القيادي للمعلم . وتؤثر جماعة الصف كما يؤثر المعلم بطريقة مباشرة في دافعية التلميذ نحو التعلم إيجاباً أو سلباً .
ويظهر تأثير سلوك جماعة الصف المباشر في مجالات التفكير الناقد ، وتكوين الاتجاهات ، وأداء المهارات الاجتماعية .
موضوعية المعلم في إدارة الصف حيث أن المدرسة تفتح أبوابها للجميع ، بغض النظر عن مظهر التلميذ أو موطنه أو مكانته الاجتماعية ، لذا ينبغي أن تتلاءم برامج المدرسة مع سياسة الباب المفتوح .
ولكن ، يشير الواقع الفعلي أن بعض المعلمين أحياناً ما ينجذبون إلى تفضيل مجموعة بعينها من التلاميذ على حساب بقية التلاميذ . وربما لا يقصد المعلمون ذلك في كثير من الأحيان .
أيضا يلاحظ أن التلاميذ الذين ينحدرون من أسر موسرة يشغلون في أحيان كثيرة مراكز ممتازة في المدرسة ، كما أنهم يشتركون في النشاط المدرسي ، وينضمون بسهولة إلى الجماعات المدرسية ، ولا يتساوى معهم في ذلك التلاميذ المعوزون . وهنا يشعر التلاميذ المعوزون بالدونية والاضطهاد داخل المدرسة ، فينسحب بعضهم من المدرسة ويتركها نهائياً ، أما البقية الباقية منهم فسوف يمثلون شوكة في ظهر المعلمين ، إذ بسبب إحساسهم بأن المدرسة تعاملهم دون المستوى الإنساني المطلوب، وبطريقة أقل كثيراً من زملائهم الموسرين ، فإنهم يتحدون المعلمين بطريقة سافرة ، وتحدث منهم تصرفات غير لائقة ، قد تصل أحياناً إلى حد الصدام والتصادم المباشر .
لتفادي المشكلة السابقة ، وللخروج من الأزمات المتوقع حدوثها بين المعلمين والتلاميذ ذوي الدخول الاقتصادية المنخفضة أو الأوضاع الاجتماعية الغير عالية ، ينبغي على كل معلم موضوعي أن يجد إجابات دقيقة ومحددة عن الأسئلة التالية :
* ما الجماعات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة في الصف ؟
* هل توجد توترات بين الجماعات التي يتكون منها الصف ؟
* ما مكانة كل جماعة من جماعات الصف في المجتمع ؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة السابقة تساعد المعلم في : ¨ تحديد نوع العلاقات بين الجماعات الموجودة في المجتمع الذي تخدمه المدرسة .
¨ تحديد المفاهيم التي يجب أن تستفيد منها العلاقات بين الجماعات الموجودة في الصف .
وهنا ينبغي التنويه إلى أهمية أن يواجه المعلم موقفه ومشاعره بموضوعية وصراحة تجاه الاختلافات بين جماعات الصف ، وأن يقنع نفسه بأهمية وضرورة تطبيق القانون الأخلاقي والقيمي الذي لا يضع حدوداً فاصلة بين التلاميذ غير مستوى التفوق والإجادة .
وينبغي أن يدرك المعلم أن تغيير الاتجاهات التي تركز على نبذ التلاميذ لبعضهم البعض إلى اتجاهات تركز على تقبل التلاميذ لبعضهم البعض ليس بالمهمة السهلة ، ولكنها ليست بالمستحيلة ، إذ من الممكن التأثير في هذه الاتجاهات عن طريق خلق جو مدرسي يسود فيه قبول الاختلافات بين الجماعات إلى حد كبير .
وتكمن المشكلة في إمكانية وضع المدرسة لخطة علاجية طويلة المدى لتستمر مع التلميذ طوال العمر المدرسي له ، كذا قدرة المعلم على وضع خطة مماثلة لتستمر مع التلميذ طوال العام الدراسي ، وبذلك يمكن للمدرسة بعامة وللمعلم بخاصة مواءمة واجباته مع مقدرة التلميذ ، والتقليل من المواقف التنافسية غير العادلة وغير الشريفة .
وعند وضع الخطة العلاجية – التي سبق الإشارة إليها فيما تقدم – ينبغي مراعاة المقترحات التالية : 1 - تقوي وتتدعم العلاقات الناجحة بين التلاميذ إذا تجنب المعلم إجراء مقارنات لا لزوم لها بينهم .
2 - إن التغيرات في الاتجاهات هي أيضاً تغيرات في المشاعر ، لذا يجب أن يقرن المعلم بين الحقائق والاعتبارات العاطفية لمساعدة التلاميذ على تغيير اتجاهاتهم .
3 - من الممكن أن تتغير اتجاهات التلاميذ عن طريق الخبرات المباشرة .
4 - أن يساعد المعلم التلميذ على تبصر وتفهم الحقائق ، أن يعمل المعلم على إكساب التلميذ التفكير العميق في أية خلافات ظاهرة ، من الأمور المهمة التي تسهم في تغيير الاتجاهات السلبية للمتعلم .
5 - يجب على التلاميذ أن يروا ويتعلموا عن الأشخاص الأفذاذ والمكافحين الذين تمكنوا من الوصول إلى مراكز اجتماعية عالية وسمعة طيبة .
6 - حيث أن السلوك الظاهري قد يختلف في أحيان كثيرة عن الدوافع الكامنة ، لذا يجب أن يلجأ المعلم إلى المتخصصين ليفهم التناقض بين قول وفعل بعض التلاميذ ، وليعرف الاحتياجات الحقيقية للمتعلمين .
7 - يحتاج التلاميذ إلى معاونتهم على فهم وشعور وأحاسيس بعضهم البعض ، حتى يتحقق التجاوب الكامل بينهم .
8 - يستطيع المعلم أن يستفيد من مواقف التشاحن والاحتكاك التي قد تحدث بين التلاميذ وتخل بنظام الصف ، وذلك بجعل موضوع أي مشكلة مادة للتدريس والمناقشة داخل الصف ، وبذلك يساعد على حل هذه المشكلة ، ويقرب وجهات النظر بين أطرافها .
العوامل المؤثرة في إدارة الصف :
يمكن تقسيم العوامل التي تؤثر في إدارة الصف إلى خمسة ميادين عامة وهي :
v الجو المادي والعاطفي والاجتماعي السائد داخل حجرة الدراسة .
v مشاركة التلاميذ في إدارة الصف .
v التفاعل بين أطراف العملية التعليمية / التعلمية .
v التماسك بين أطراف الموقف التدريسي .
v مطالب العمل داخل حجرة الدراسة .
وينبغي التنويه إلى أن هذا التقسيم صناعي وتعسفي في الوقت نفسه إذ لا يمكن فصل أحد العوامل عن بقية العوامل الأخرى ، كما أن العوامل في ميدان من الميادين تتفاعل في العادة مع العوامل في الميادين الأخرى . لذا فإن الهدف من التصنيف المنطقي السابق هو ملاحظة وتحليل الطرق والأساليب التي تتبع في إدارة الصف بسهولة ويسر .
وفيما يلي نتطرق بالحديث التوضيحي عن الميادين الخمسة السابقة : 1 – الجو المادي والعاطفي والاجتماعي السائد داخل حجرة الصف .
عند الحديث عن الجو المادي ، فإننا نقصد بذلك حجم حجرة الدراسة ، ونوع المقاعد ، والتهوية ، والإضاءة ، والبعد عن عوامل التشتيت . فإذا توفرت العوامل السابقة بدرجة مناسبة ، تكون حجرة الدراسة من العوامل المساعدة على وجود التفاعل بين أطراف العملية التدريسية .
أيضاً ، يكون لحجرة الدراسة جوها العاطفي ، فقد يكون الجو العام بين المعلم والتلاميذ جو صداقة غير شكلي ، كما يسمح للمتعلمين إبداء آرائهم ويمنحهم الأمن والطمأنينة بحيث لا يشعرون بالأذى نتيجة رفض مقترحاتهم أو نتيجة تقديم استجابات خاطئة بالنسبة للقضايا والمسائل التي يطرحها المعلم ، وذلك يساعد المعلم على الوصول إلى أعلى مستويات العمل من ناحية التلاميذ ، كما يساعد شخصياً في إدارة الصف بسلاسة ويسر .
وبالنسبة للجو الاجتماعي داخل الصف ، ينبغي أن يغض المعلم طرف نظره عما بين التلاميذ من تفاوت اجتماعي ، وبذلك يخلق المعلم جواً دراسياً يشعر فيه جميع التلاميذ بحرية المشاركة ، وبأهمية تقديم اقتراحاتهم وآرائهم وأفكارهم ، ومن المهم أن ينادي المعلم كل متعلم باسمه مباشرة ، فذلك يشعره أنه على قدم المساواة مع بقية زملائه ، كما يوثق العلاقات الشخصية في معرفة كل منهم للآخرين .
ويتكون الجو العاطفي ويستمر إذا ما استطاع كل من المعلم والتلميذ التركيز على : أ - أن يتقبل كل منهما أفكار الآخر ( وليس من الضروري أن يتفقا معاً ) .
ب - أن تتسم العلاقة بينهما بالصداقة وحسن التقدير .
ج - أن يساعد المعلم كل متعلم على الشعور بحرية المشاركة في المناقشة .
د - أن يزيل المعلم التوتر الذي ينتاب بعض التلاميذ ، كما يجب أن يشارك بثقله في حل الصراعات الشخصية التي قد تنشأ بين بعض التلاميذ .
ه - أن يحلل المعلم أفكار التلاميذ ، ولا يكون حكماً أخلاقياً على أداءات التلاميذ بدون مبرر أو بدون داعٍ .
2 – مشاركة التلاميذ في إدارة الصف : إن مشاركة التلاميذ في إدارة الصف تختلف من موقف تدريسي إلى آخر ، إذ أن هذا الاشتراك يتوقف على مدى اهتمام كل متعلم على حدة بموضوع الدرس وعلى إقباله عليه ، وعلى تحرره من المؤثرات الخارجية .
وتوجد عدة طرق لزيادة مشاركة التلاميذ في إدارة الصف ، فالتلاميذ جميعاً يجذبهم الجو المدرسي الذي يتصف بروح الصداقة ، وأيضاً مما يزيد مشاركة التلاميذ أن يمنحهم المعلم الاعتبار الشخصي اللائق ، وأن يكلفهم بإنجازات لها تقديرها وبأعمال لها وزنها النسبي ، بحيث تحقق هذه الإنجازات والأعمال حاجة التلاميذ واهتماماتهم الشخصية .
وجدير بالذكر أن المشاركة في التعيينات والتكليفات التي يتحمل مسئولية تحقيقها التلاميذ يمكن أن تزداد من داخل جماعة التلاميذ أنفسهم ، إذ يمكن لأي متعلم عادي بمساعدة الآخرين له أن يحقق أدواراً لها قيمتها . ويمكن زيادة دور التلاميذ في إدارة الصف عن طريق توزيع الأدوار والمهام التعليمية على التلاميذ ، كإعداد الوسائل ، والتخطيط للرحلات والزيارات ، ودراسة المشاكل وتقديم الأفكار والمقترحات الخاصة بها .
ومن المفيد لتشخيص مشاركة التلاميذ في إدارة الصف ، أن يقدم المعلم للمتعلمين بصفة دورية ( كل شهر مثلاً ) استفتاءاً كمقياس لتقدير مستويات أدائهم . فعن طريق إجابة التلميذ عن الأسئلة المتضمنة بالاستبيان ، والتي قد تكون على النمط :
× ما الذي توقعت إنجازه في هذا الدرس ولم يتحقق ؟
× ما رأيك في الجو الذي ساد حجرة الدراسة أثناء الحصة ؟
× ما أوجه القوة والضعف في ممارساتك التي قمت بها ، وفي أداءات التلاميذ ؟
× ما الذي يمكن عمله لكي يكون مناخ الصف أكثر فاعلية وتفاعلاً ؟
× ما اقتراحاتك بشأن تعديل إدارة الصف نحو الأفضل في الحصص القادمة ؟
يمكن توضيح الأهداف المقصودة من العملية التعليمية / التعلمية ، وجعل التلاميذ على اتصال مثمر ومستمر بالمعلم وببعضهم البعض ، كما تفتح الأسئلة السابقة الطريق لجميع التلاميذ للمشاركة في الدرس ، وفي سير المناقشات حوله .
3 – التفاعل بين أطراف العملية التعليمية / التعلمية : توضح الدراسات أن كثافة الصف من الأمور المهمة في تحقيق التفاعل بين أطراف العملية التربوية . فمن غير المعقول أن يشارك جميع التلاميذ في فصل كثافته خمسين فرداً أو أكثر في قيادة الصف وتحمل المسئولية . في هذه الحالة ينقلب الصف إلى سوق عكاظ ، ولن تتحقق الأهداف المنشودة من مشاركة التلاميذ في إدارة الصف ، إذ كلما كبر حجم المجموعة زادت مشكلات الاتصال الفكري بين الأعضاء زيادة كبيرة .
وعليه ، إذا كانت كثافة الصف مرتفعة ، فيمكن للمعلم أن يرسم خريطة بالأدوار التي يمكن أن يقوم بها كل متعلم ، ويناقش التلاميذ في توزيع الأدوار عليهم في اللقاء الأول ، ومن خلال هذه الخريطة ، سوف يعرف كل متعلم الأدوار المطلوبة منه ويقبلها أو يرفضها أو يعدلها وفقاً لقدراته الخاصة . ولذا فإن التلميذ الذي قد لا يكون له أية أدوار خلال حصة أو حصتين " لن ينزعج أبداً " لأنه يدرك تماماً أن الفرصة في المشاركة آتية في وقتها المناسب والمحدد بدقة .
ويجب تحقيق التوازن بين الوقت المخصص للمعلم والوقت المخصص للمتعلمين ، كذلك تحقيق التوازن بين الممارسات التي يؤديها المعلم والممارسات التي يؤديها التلميذون بأنفسهم ، ولتحقيق التوازن والاتزان ينبغي على المدرس أن يسعى جاهداً لتنفيذ التوصيات التالي :
¨ تشجيع التلاميذ ذوي القدرات العالية ، وتكليفهم بأعمال إضافية تتحدى ذكاؤهم قليلاً .
¨ مساعدة التلاميذ ذوي القدرات الدنيا ، وتكليفه بأعمال يستطيعون أن يحققوا فيها نجاحاً .
¨ تحليل ما يسهم به كل متعلم على أساس ما يسهم به المعلم شخصياً .
4 – التماسك بين أطراف الموقف التدريسي : ترتبط درجة التماسك بين أطراف الموقف التدريسي إرتباطاً مباشراً باندماج التلاميذ فيما بينهم ، بشرط أن يساعد المعلم في تحقيق هذا الاندماج ويوضح أهميته . وتمتاز بعض الصفوف بدرجة عالية من التماسك الذي يقوم على أساس الصداقة المتبادلة بين التلاميذ .
ويحقق تماسك أية مجموعة من التلاميذ الهدفين التاليين :
v استمرار الجماعة في أداء الأعمال الموكلة إليها .
v الوصول إلى مستويات عالية من العمل الجماعي .
وعندما يعرف التلاميذ بعضهم بعضاً ، وعندما يفهم المعلم والتلميذ كل منهما الآخر ، تحدث ألفة جديدة بين أطراف الموقف التدريسي ، ويصبح الصف أكثر إنتاجاً وذلك لأن جماعة الصف يستطيعون الاتصال فيما بينهم بسهولة وفاعلية .
وبعامة ، فإن جماعة الصف التي تستطيع مناقشة مشكلات الروح المعنوية ، ومواجهة صراعاتها ، تكون أقدر على مواجهة ما يهدد تماسكها .
وجدير بالذكر أن تماسك جماعة الصف يتحقق بنفس الطريقة التي يتحقق بها الجو العاطفي السليم ، وكلما ازداد اشتراك التلاميذ ، والوقت الذي يقضونه في التعارف على بعضهم البعض ، فذلك يسهم في تنمية قوة التماسك بين جماعة التلاميذ .
5 – مطالب العمل داخل حجرة الصف : إن الطرق والوسائل التي تستخدمها جماعة الصف لها علاقة كبيرة بفاعليتها . ولكي نضمن نجاح العمل داخل الصف ، يجب أولاً تعريف التلاميذ بالأهداف المقصودة من إنجاز العمل . ومن الأفضل أن يشارك التلميذ بنفسه في تحديد الأهداف المرجوة من عملية التعليم / التعلم داخل الصف .
وبعد تحديد أهداف العمل ، يجب إعداد خطة مرنة لبلوغ الأهداف التي شارك التلاميذ في بلورتها وصياغتها . ومن المفيد أن يكون التلميذ على معرفة بالطرق المختلفة للاتصال الفكري والدراسة والوصول إلى القرارات وبخاصة تلك التي تتوافق مع حاجات التلميذ الشخصية وإمكاناته الذهنية .
وينبغي عمل تقويم لكل ما يتم تنفيذه من الخطة أولاً بأول ، كما يتم عمل تقويم نهائي في نهاية الخطة ، أي بعد الانتهاء من تنفيذ جميع جوانبها ، ومن المفيد أيضاً أن تتبع جماعة الصف النمط التالي عند مناقشة مشكلاتها :
v التشخيص .
v اقتراح الحلول .
v الوصول إلى القرارات .
وينبغي أن يشرف المعلم بمساعدة بعض التلاميذ الممثلين لزملائهم على تنفيذ النمط السابق المقترح ، حتى لا تنحرف المناقشة عن طريقا المرسوم .
مقومات الإدارة العلمية للصفية إن المعلم الكفء هو الذي يفكر دائما ، ويصر على النهوض بعمله وتحقيقه على أفضل وجه ، ويتبع الأساليب والخبرات العلمية في عمله ، فالمعلم الذي يتبع الإدارة العلمية للصف يستطيع بدرجة مقبولة الارتقاء بالتلاميذ العاديين أو النمطيين ، وتحويلهم إلى متعلمين يمكن تثبيتهم عند مستوى فوق المتوسط .
والسؤال : وماذا عن التلاميذ النابهين والفائقين ؟
يستطيع المعلم صنع المعجزة ، إذ عن طريق إتباعه للإدارة العلمية يمكن تحويل هؤلاء النابهين إلى عباقرة ، كما يمكنه تجهيزهم ككوادر تستطيع تحمل مسئولية العمل القيادي في المستقبل .
ولكن : ما الدعامات التي ينبغي أن تقوم عليها الإدارة العلمية للصف ؟
ينبغي أن تقوم إدارة الصف على سبع دعامات ، هي على النحو التالي :
1 - تقسيم الأعمال الرئيسة في الصف ، ثم إعادة تقسيم كل منها إلى أعمال فرعية ، وهكذا حتى نصل إلى العناصر الأولية لكل أداء من الأداءات التي تتم داخل الفصل .
2 - دراسة وتحليل تلك الأوليات والفروع والأصول حتى يمكن الوصول إلى تحديد ما لا حاجة له ، أي حصر العمل الزائد الذي لا تحتاجه بالفعل إدارة الصف .
3 - دراسة وتحليل طرق أداءات وممارسات التلاميذ للأوليات والفروع والأصول ، بحيث يمكن – مع مراقبة بعض التلاميذ – الوصول إلى أفضل طريقة لأداء المتعلمين لكل حركة مع تحديد الوقت اللازم لأدائها .
4 - إنشاء سجلات للأعمال المختلفة والأوقات اللازمة لكل منها حتى يمكن إلى المستويات النمطية لكل الأعمال .
5 - إضافة وقت إضافي لمواجهة المفاجآت أو الحوادث غير المتوقعة التي قد تحدث داخل الصف .
6 - تحديد نسبة أخرى من " الزمن الإضافي " لمواجهة عدم المتابعة والتحصيل بالنسبة للتلاميذ بطيء التعلم .
7 - دراسة وتحليل الأدوات والأحوال المحيطة والمرتبطة بالأداءات والممارسات داخل الصف حتى يمكن العمل على تحسينها تحت كل الظروف ، وحتى يمكن وضع مستويات نمطية لتلك الأداءات والممارسات .
وبمزيد من الدقة يمكن تحديد أربع مزايا للطريقة العلمية في إدارة الصف ، وهي على النحو التالي : v أنها تجعل لكل عمل " نظاماً " علمياً بدلاً من العشوائية السائدة في إدارة الصف .
v أنها تختار وتدرب التلاميذ علمياً وبطريقة منظمة على تأدية الواجبات المطلوبة منهم ، بدلاً من ترك ذلك للأهواء الشخصية للمعلمين .
v أنها تخلق رابطة بين جميع أطراف العملية التربوية ، يكون أساسها تأدية سائر الأعمال بطريقة علمية ، ولا تترك فكرة تحقيق التعاون بين هذه الأطراف وفقاً للأهواء الشخصية والظروف المتاحة .
v أنها تقسم مسئولية العمل بوضوح بين المعلم والتلميذ ، بدلاً من تركها حائرة بين الاثنين .
مشاركة التلميذ في إدارة الصف يمكن أن تتحقق الديمقراطية في إدارة الصف عندما يشارك التلميذ في تشكيل الظروف المؤثرة على سير العمل داخل الصف ، وعندما يحترم المعلم التلميذ كإنسان ويعطي له الفرصة لكي ينمو ويعمل بما يتفق وميوله وقدراته .
وعليه ، فإن ديمقراطية إدارة الصف تركز على أهمية مشاركة التلميذ ، وإعطاء الفرصة له لكي يكون له رأي في المسائل التي تؤثر في حياته .
وجدير بالذكر أن مشاركة التلميذ ينبغي ألا تقتصر على القيام بالأعمال التي يقررها له المعلم ، ولكن ينبغي أن يكون له دور ونصيب في عملية التخطيط للقيام بالأعمال المطلوب تنفيذها .
والسؤال لماذا يكون من المهم مشاركة التلميذ في إدارة الصف ؟
إن مشاركة التلميذ فيما يهمه من الأمور لها فوائد عديدة ، نذكر منها ما يلي :
¨ إن الاستفادة بمعرفة وبصيرة التلاميذ يزيد من فعاليات القرارات التي تتخذ والأعمال التي تنفذ .
¨ تشبع مشاركة التلميذ في التخطيط التي تعد والقرارات التي تتخذ حاجاته المختلفة ، وتناسب ظروف المواقف الصفية العديدة والمختلفة .
¨ تزيد مشاركة التلميذ في اتخاذ القرارات من اهتمامه وفعالياته في المواقف التدريسية ، وتجعله أكثر ميلاً وحماساً لما يقوم به ، وتقنعه بجدوى ونفع القرارات التي اتخذت .
¨ تتيح المشاركة الفرصة لكل متعلم كي يتعلم عن طريق النشاط الذي يقوم به .
والسؤال : ما الآثار الجانبية السلبية لعدم مشاركة التلميذ في إدارة الصف ؟ إذا لم يشارك التلميذ في العمل أو في التخطيط للمسائل التي تهمه ، فيمكن أن يكون لذلك العديد من الآثار الجانبية السلبية ، نذكر منها على سبيل المثال ما يلي :
– عدم المبالاة وعدم الاهتمام بالأحداث المؤثرة والمهمة التي يموج بها الصف .
– الإحباط الناتج من عدم القدرة على التغلب على الصعوبات التي تقف في طريقة مشاركة التلميذ المشاركة الإيجابية .
– عدم الثقة في النفس ، وعدم التأكد من إمكانية المشاركة الناجحة إذا أتيحت الفرصة للمتعلم بالمصادفة للمشاركة في عمل من الأعمال .
– غالباً يوجه غير المشاركين نقداً لاذعاً ومتطرفاً إلى الآخرين الذين يشاركون في التخطيط للعمل أو في تنفيذ العمل .
– قد يشجع عدم مشاركة التلميذ نمو صفة الاعتماد الكامل على المعلم .
– عندما يفشل التلميذ في المشاركة الإيجابية الفعالة مع الآخرين ، فإنه غالباً يلجأ إلى اتباع أساليب سلبية للتسلية تستهدف إشباع الجانب العاطفي عنده .
وحيث أننا نعيش في مجتمع يتسم بتقدم العلوم بسرعة هائلة ، وبتراكم المعرفة ، وبالتغير في شتى المجالات ، فمن الصعب جداً قيام عمل أو صناعة دون التخطيط لمواجهة ما يطرأ من تغيرات . ويتطلب هذا التخطيط مشاركة قطاع عريض من المشاركين لضمان تحقيق النجاح ، وعلى نفس النمط ، فإن العمل داخل الصف يتطلب المشاركة الواعية الفعالة من المتعلمين .
والسؤال : ما شروط المشاركة الواعية في ظل إدارة الفصل بنظام ديمقراطي ؟ يوجد شرطان رئيسان للمشاركة الواعية في ظل الإدارة الديمقراطية للصف ، وهما :
! يجب أن يكون هناك نظام للسلطة الاجتماعية التي يمثلها المعلم ، والتي يشترك عن طريقها التلاميذ فيما يهمهم شخصياً ، وفيما يهم مجتمعهم .
! يجب أن يتميز النشاط الذي يشارك فيه التلميذ بالكلية ، ويكون مناسباً لقدراته الذهنية والجسمية حتى يجد معنى للمشاركة ، وحتى يدرك الفرق بين المشاركة وعدم المشاركة .
وختاماً ، يمكن أن نحدد مقومات إدارة الصف الديمقراطي ، التي تتيح المشاركة الفعالة التامة للمتعلمين ، وهي على النحو التالي :
v ينبغي تركيز جهود المعلم بشأن مشاركة التلميذ في المسائل التي تهمه شخصياً .
v ينبغي أن تشمل فرص المشاركة أمام التلميذ على عملية وضع القرارات وتنفيذها .
v إن المشاركة غالباً ما تستمر وتؤدي إلى تحمل المسئولية ، وذلك عندما يدرك التلميذ نتائج أعماله وكيف أدت هذه الأعمال إلى النتائج التي حققها .
v ينبغي أن يشعر التلميذ بالفروق المهمة والجوهرية في شتى المناحي بين المشاركة واللامشاركة .
قوة التفاعل داخل الصف عندما نتحدث عن قوة التفاعل داخل الصف ، يجدر بنا الحديث عن طبيعة عملية التعليم ، وخصائص البرامج التعليمية ، ودور كل من المعلم والتلميذ ومدير المدرسة ، وذلك ما نحاول استعراضه في الحديث التالي :
لا تهدف عملية التعليم فقط إلى توصيل المعرفة ، أو إكساب المهارات ، أو تنمية القدرات ، أو تفجير الطاقات الكامنة ، ولكنها بجانب ذلك تهدف إلى تحقيق النماء السوي للمتعلمين في شتى الجوانب : الروحية والخلقية والفكرية والنفسية والجسمية . كذلك ، تهدف إلى إعدادهم بالطريقة الصحيحة ليكون كل واحد منهم عضواً نافعاً وصالحاً في المجتمع الذي يعيش فيه ، ولا يقتصر الأمر على أن عملية التعليم توجه جل اهتمامها نحو المتعلمين فقط ، ولكنها تسعى – عن طريق وسائلها الخاصة بها – إلى تنمية المجتمع وتطوره ، وتحسينه نحو الأفضل ، بقصد تحقيق الأهداف النبيلة والقيم الإنسانية العليا.
إذن ، في نطاق التعليم المنوط بها ، والمهام التي تقع على كاهل المعلمين ، ينبغي أن يتسم البرنامج التعليمي الجيد بالخصائص التالية : 1) مراعاة ميول المتعلمين واهتماماتهم .
2) الشمول على موضوعات متنوعة ( ثقافية وعلمية وترويحية واجتماعية …. الخ )
3) استخدام طرق حديثة في تعليم موضوعات البرامج التعليمية .
4) يبدأ البرنامج وينتهي في الوقت المحدد .
5) يتوافر في البرنامج ما يحتاج إليه من المصادر ، مثل : المعلم الكفء ، أدوات التعليم الجيدة ، أساليب التقويم المناسبة ، القراءات الفعالة .
6) يتيح البرنامج الفرص المتعددة لتكوين صداقات بين أطراف عملية التعليم / التعلم .
7) يشجع البرنامج المتعلمين على العمل الدؤوب والذي يتسم بالإبداع والابتكار .
يوفر البرنامج وسائل الراحة المادية والنفسية للمتعلمين .
9) يضيف البرنامج شيئاً جديداً ومثمراً إلى حياة كل متعلم .
10) يتيح البرنامج للمتعلمين الفرص المناسبة لتحقيق أهدافه .
منقول للفائدة والامانة العلمية
[/size] | |
|