ظاهرة الكذب عند الأطفال -أسبابها-علاجها
لا شك أننا نريد أن نغرس فضيلة الصدق في نفوس أطفالنا حتى يشبوا عليها، وقد ألفوها في أقوالهم وأفعالهم كلها. الصدق سمة أساسية للحياة، وهو ركيزة أولى لشعور الفرد بالمسؤولية، سواء كانت مسئولية دينية أو عملية أو اجتماعية .
ولأن الكذب سلوك، فإن كثرة تكراره يسبب تعود النفس عليه، واستهانتها به، حتى يصبح عادة ملازمة لها .
و يتساءل العديد من الآباء و الأمهات كيف يستطيعون أن يخلصوا أبنائهم من هذه العادة السيئة
ورغم مركزية الصدق في بناء شخصية الإنسان، إلا أننا نجد أن الكذب سلوك شائع في مرحلة الطفولة، وكثيراً ما ينظر الآباء إلى السلوك بقلق شديد دون النظر إلى أسبابه ودوافعه ، و القاعدة الأساسية للتعامل مع سلوك الكذب عند الطفل هو أن نعرف :
- أسبابه ودوافعه
- ثم نحدد أشكاله
- قبل أن نبدأ علاجه
- وليتسنى لنا الوقاية منه
يمكن تعريف الكذب بأنه: ذكر شيء غير حقيقي، مع معرفة أنه كذلك، بِنِيَّةِ خداع الآخر، للحصول على مكاسب، أو تجنب خسائر.
أسبابه :
1ـ يكذب الطفل للتخلص من العقاب.
وقد أجمعت الدراسات على أن حوالي 70% من أنواع السلوك لدى الأطفال الذين يتصفون بالكذب يرجع إلى الخوف من العقاب.
2ـ يكذب الطفل لأنه تعلم الكذب من أبيه أو أمه أو من المدرسة او المحيط بصفة عامة
3ـ يكذب الطفل لعدم تقدير الآخرين له (شعوره بالنقص)
4ـ يكذب الطفل للهروب من المسؤولية.
أشكاله
الكذب الخيالي:
فالطفل يتخيل أحداثاً حدثت ويقصها على أنها واقع بالفعل، لأنه أقرب ما يكون إلى التسلية واللعب أو الحلم، بالإضافة إلى أن مقدراته وإمكاناته لا تسمح له بالتمييز بين الحقيقة والخيال، وهذا تقريباً إلى خمس سنوات تقريباً، ولذلك نجد شغف الأطفال بسماع القصص الخيالية والأسطورية، وبعض الأحيان يكون الطفل موهوباً فننمي موهبته بالصقل والقراءة والتدريب.
كذب الالتباس:
لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال، فكثيراً ما يسمع الطفل حكاية، أو يسمع قصة أو يرى حلماً في نومه، أو يسمع قصة خرافية تملك عليه مشاعره، ثم تسمعه في التالي يحكيها على أنها واقع حدث بالفعل.
ومثل هذا ليس كذباً بالمعنى المعروف، بل يزول من تلقاء نفسه مع مضي الوقت، فكلما ازدادت خبرات الطفل وزاد سنه، استطاع أن يفرق بين الواقع والخيال.
الكذب الادعائي:
الطفل الذي يشعر بالنقص كثيراً ما يتحدث عن نفسه وصفاته ومواهبه، ويدعي ملكية لعب وأدوات كثيرة، ربما يكون محروماً منها تماماً.
وقد يكون السبب في هذا النوع من الكذب قسوة الأسرة وإسرافها في قمع الطفل وإذلاله وعقابه فيكذب الطفل. وقد يكون الطفل محروماً من العطف والرعاية في محيط الأسرة، فيدعي أنه سيء الحظ، مظلوم مضطهد ليحصل على قدر من العطف والرعاية. وقد يدعي المرض لأنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة ليستدر عطف الآخرين.
الكذب الغرضي أو الأناني:
ـ كذب الطفل رغبة في تحقيق غرض شخصي كالوصول للعب أو الحلوى، فقد يدعي أن إدارة المدرسة كلفته بشراء لوحة لتزيين الفصل، وهو يهدف أساساً إلى الحصول على المال لشراء أشياء بعينها.
كذب الانتقام والكراهية:
وهو كذب الأطفال ليتهموا غيرهم بأمور يترتب عليها عقابهم وسوء سمعتهم.
ومن أسبابه: الغيرة بين الأطفال، وقد يحدث بسبب التفرقة بين الإخوة في المعاملة.الكذب
الوقائي:
وهنا الطفل يكذب دفاعاً عن نفسه وللوقاية من العقوبة، والسبب في هذا الكذب المعاملة القاسية عقاباً على أخطائه، سواء في الأسرة أو المدرسة، وأيضاً يحدث في الأسر التي لا يتفق فيها الآباء على طريقة واحدة في معاملة الأبناء، فالأب يشد بدرجة مفرطة والأم تلين بدرجة مفرطة أو العكس، فيتفنن الطفل في اختراع الكذبة تلو الكذبة لينجو من العقاب.
ومن أخطر الأمور أن يعترف الطفل بخطئه ثم تعاقبه بعد اعترافه، ففي هذه الحالة نعاقبه على الصدق وندفعه دفعاً إلى الكذب.
الكذب العنادي:
يكذب الطفل عناداً وتحدياً لوالديه اللذين يعاقبانه بشدة، ويكذب هرباً من العقاب القاسي الذي يحطم نفسيته ويمحو شخصيته
ناشئ عن تحدي السلطة الممثلة في الأسرة أو المدرسة، خاصة إذا كانت شديدة الرقابة والضغط قليلة العطف والحنو، لا تتفاهم مع الأطفال ولا يحاول الآباء أو المعلمون مناقشة الأطفال في مشكلاتهم الدراسية أو الاجتماعية.
كذب التقليد:
يكذب الطفل تقليداً لأبويه.. فالطفل يتعلم الكذب من أهله بالإيحاء، فالأم التي تترك طفلها وتقول أنا ذاهبة للدكتور، وإذا أراد الدكتور إعطاء إبرة فهي لأخيه وليست له أو أنها غير مؤلمة، وإن أطاع فله كذا وكذا، وكله كذب.
الكذب التمويهي:
الذي يعمله بعض الآباء، كأن يمثل أنه يضرب وهو لا يضرب.