قصة المزواج الحر
أبكتني تلك القصة وأنا أسمعها من امرأة مقهورة ، لا ذنب لها في حرية رجل ،، تعلقت به ، فهجرها من أجل أخرى .. بدعوى الحرية . وهي امتداد لحلقة أنواع من الرجال (1) التي كانت بطلتها امرأة تشابهت ظروفها وروايتها مع تلك الرواية ..قالت بطلة موضوعنا الحالي :
قابلته .. أعجبت به .. بادلني الإعجاب .. قال لي هل توافقين على الزواج مني .. قلت له بلي .. تقدم لأهلي .. سألوا عنه .. وجدوه صاحب أعلى المناصب في عمله .. ميسور ماديا .. حلو اللسان .. محبوب بين الناس .. وجيه الهيئة ..أنيق المظهر .. عمره تجاوز الخامسة والخمسين قليلا .. لكنه بصحة تامة .. يحفظ القرآن ويردده بكل المواقف ..
لكنه...قدم نفسه بأنه مطلق .. ثم أعلن أنه منفصل بلا طلاق .. ثم قال منفصل عن زوجتي لكنها تأتي البيت لترعي ولدي بين الحين والآخر .. ثم قال إنها تقيم بمنزلي ولكنها بغرفة وأنا بغرفة والعلاقة مقطوعة .
كل هذا الكذب ولم تفهم المرأة ولا أهلها أنه شخص غشاش مدلس ، فله زوجة وتعيش معه حياة كاملة .
اصطحبها وأهلها إلى بيت كبير به كل المستلزمات والمفروشات الجديدة وقال لهم هذا بيت الزوجية ، وافقوا عليه وزوجوه ابنتهم المطلقة التي كانت تأمل في حياة كريمة بعد ماض مرير ..
جميلة هي .. تشتاق لأن تعوض حرمانها مع رجل كريم عطوف .. عاش معها أيام بالمنزل الذي خصصه للزوجية
ثم طلب منها أن يخرج لعمل يغيب فيه أيام ، وعليها أن تتوجه لبيت أهلها حتى يعود .. طلبت منه مفاتيح المنزل قال لها ليس معي إلا نسخة واحدة سأعد لك نسخة أخرى .
عاد ليطلب منها أن يمضيا أيام ببيت أهلها قائلا : أنا أحب مسامرة والدتك كثيرا وأحب أن أكون بين الناس خاصة أهلك الذين أحبهم ، وفرحوا به أهلها كثيرا وأقام بينهم أيام متفرقة جملتها شهر كامل ..
وفجأة غاب .. تتصل به فيقول لها لدي عمل .. وتتصل ولا يرد ..وتتصل ويطلب منها العفو والسماح لغيابه المفاجئ .. لا تعرف له طريقا .. تبكي .. يقول لها أنا رجل حر آتي وقتما أحب وأذهب وقتما أحب .. لدي عمل
وذات يوم اكتشفت أنه سافر خارج البلاد .. وأرسل لها رسالة قال لها كنت أعلم أنك سترفضين أن أسافر وأنا أحب الحرية وأحب السفر ..
فقالت: له سافرت بلا وداعي ؟؟ بلا إحصاني ؟؟ بلا موافقتي ؟؟ قال : نحن في عمر لا يقال فيه مثل هذا الأشياء ..قالت : لماذا تزوجتني إذن ؟ قال: أعجبت بك وأحببتك
قالت ارجع يا حبيبي .. قال أعود بعد أيام .. عذبها القهر والغدر والحرمان .. وكلما قالت له ألم تقل سأعود بعد أيام يقول لها ، مازالت أمامي أيام أخرى .. اشتكت له حرمانها ورغبتها فيه وشوقها إليه .. وظل يرسل لها رسائل حب واشتياق لتصبر ، ثم انقطعت أخباره أسبوعين ، حتى اتصل بها فجأة يقول كنت مريضا بالعناية المركزة بالمستشفي وكادت تجن ، وبكت كثيرا قالت شل لساني قبل أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل عليك ، أنا سبب مرضك .. صحيح أنك ظلمتني تزوجتني أيام قليلة وهجرتني بلا سبب ، وتركتني بلا سكن وبلا نفقة ، ولكنك زوجي ولابد أن أتحمل أخطاءك وظلمك وأصبر ..
قالت له سأنتظرك ..سأدعو لك بالشفاء فقال لها ربنا يخليك لي ولا يحرمني منك أبدا يا زوجتي الحبيبة .. وفي تلك اللحظة قرر .. قرر .. قرر.. طلاقها وأرسل لها إشهاد الطلاق .. جن جنونها .. لماذا فعل هذا .. لم أقترف ذنبا .. لقد صبرت ثمانية أشهر أنتظر عودته كل يوم .. لقد احتسب في حياتي زوجا .. وسألت وعرفت أنه تزوج امرأة عربية بالبلد التي سافر إليها .. وطلبت منه تطليق زوجته لترضى عنه ففعل .
سألت كثيرا علمت أنه تزوج قبلها عشرة بنفس الشكل ، يتزوج ويطلق .. يتزوج ويطلق ... ما هذا الهراء .. كيف يتلاعبون بشرع الله .. الزواج أصبح لعبة يلعب بها الرجال ويتحايلون على النساء الراغبات في العفة والاستقرار .. المصلحة تغلب الجمال والكيان الأسري .
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. نوع من الرجال يظلمون بدعوى الحرية .. حريتهم في الزواج والطلاق كما يشاءون .. أفيقوا يا طالبات الستر والعفاف .. الصبر وحسن الاختيار .