الامبراطور مشرف
عدد المساهمات : 297 تاريخ التسجيل : 16/01/2011
| موضوع: استشارات زواجية ومسائل عائلية وحلولها من أرض الواقع الأحد 17 يوليو 2011 - 12:08 | |
|
استشارات زواجية ومسائل عائلية من أرض الواقع
استمناء المرأة
السؤال من السعودية:
المشكلة أنني أحب الجنس كثيرا وأتمنى لو أن زوجي يجامعني على طول. لا تفكروا أنني أبالغ لا والله.. وأحس أن البظر يؤلمني كثيرا كثيرا إذا لم يكن زوجي موجودا لدرجه أني أمارس العادة السرية في غيابه. وإذا خرجت وشفت شاب طويل أتخيل أنه (…) وأرجع البيت وأعمل العادة السرية!! ما هو الحل أنا أتألم كثيرا والله ؟
الجواب: أرجو أن يكون شيء من تأنيب الضمير هو الذي ألجأك إلينا، أي لعلك وضعت يدك على سبب مشكلتك، كما يلجأ المدمن إلى مَن يساعده على التخلص من إدمانه، والإدمان يا عزيزتي.. ليس للمخدرات فقط، بل إن حالتك هي نوع من إدمان الجنس الذي لا ينفع معه نصح إلا إذا وجدت عندك الرغبة لتغيري نفسك، وخلقت في داخلك الإرادة لتتخلصي من حالتك المرضية التي تعانين منها. يا أختي الغالية.. الغريزة الجنسية وضعها الله فينا لغاية أساسية هي التناسل وإعمار الأرض ليقوم الإنسان بمهمة خلافة الله في الأرض، وجعل في ممارسة هذه الغريزة متعة تفوق أي متعة أخرى ليزيد سبحانه من نعمه في الدنيا علينا، وهي نعمة الالتقاء الجسدي بمن نجد معه السكينة التي ذكرها الله سبحانه في الآية الكريمة: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. فالجنس وسيلة لغاية كبرى وليس هدفًا بحد ذاته هذا أولا، كما أنه ليس له معنى إلا إذا تلاقت الأجساد وتآلفت الأرواح ثانيا، أما إذا كان لا هذا ولا ذاك، فهذه النعمة تنقلب إلى نقمة كما في حالتك. إذن الجنس في الحياة الزوجية لا ينفصل عن المودة والرحمة التي تربط بين الزوجين، أما أن تتحول الحياة الزوجية إلى ممارسة الجنس فقط، وأن يبقى الرجل يجامع زوجته طوال اليوم، فهذا لا يزيد المودة أو المحبة، بل على العكس ينقصها لأنها تتحول من إشباع الروح إلى أفعال جسدية لا طعم لها ولا رائحة. فكيف إذا كان الرجل المتزوج أو أسوأ من ذلك المرأة المتزوجة تقوم بممارسة العادة السرية بمجرد أن ترى رجلا طويلا؛ لأنها تتخيله وهو (…)، فأي خواء روحي وفكري ونفسي وعاطفي تعيشين فيه يا أختي العزيزة ؟ يحسب بعض من يقرأ صفحتنا أننا نبالغ، وأن ما يعرض من مشاكل هي حالات فردية، وفي الحقيقة ليست كذلك، فحالتك ليست فردية بل هي موجودة في كل مجتمع لا قيمة للمرأة فيه إلا أنها موضوع للجنس وأداة للإنجاب، حيث تقبع المرأة أمام القنوات الفضائية التي تعرض كل ما توصل إليه العقل الدنيء من ابتكارات في موضوع الجنس، فلا عمل خارج البيت يعود عليها بالنفع، ولا نشاطات اجتماعية ترجع على مجتمعها بالخير – بل حدِّث ولا حرج عن لقاءات مع الصديقات، ومحور الحديث لا يتعدى موضوع الجنس، وإن تعداه فإلى غيبة أو نميمة أو لغو باطل- ولا داعي لأن تتعب نفسها بالأعمال المنزلية ما دامت الخادمة تقوم بالنفخ والطبخ، وتراعي طلبات الأولاد إذا لم تكن تراعي خاطر الزوج أيضا!! الحل الذي تبحثين عنه في يدك أنت، هو أن تملئي خواءك الروحي بالعبادة والتقرب إلى الله بالطاعة، وأن تبتعدي عن هذه المعصية؛ لأن الله سبحانه قال:{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}، وإذا كانت العادة السرية قد رُخِّص بها لمن غلبته شهوته فخاف أن يقع بالزنا، فلم يرخصها أحد لأي شخص يقوم باستحضار شهوته نتيجة خيالاته واستيهاماته، وبالأخص إذا كان متزوجا محصنا. املئي وقتك بأي عمل ينفعك دينا ودنيا، نمي فكرك بالقراءة والمطالعة، وصاحبي من تعينك على تقوى الله، وانظري إلى حال أمتك المتردي فحاولي أن تفعلي شيئا لهذه الأمة المغلوبة على أمرها المفتونة عن دينها الممتحنة في دنياها. وليتذكر كل واحد منا أن عليه أن يساهم في فعل شيء ليبرئ ذمته أمام الله يوم يسأله عما قدم وأخّر، لعلنا نستطيع الخروج من هذه المحنة، وهي ليست محنة إخوة لنا يعيشون الموت كل يوم، بل هي محنتنا نحن في عقولنا لنعيد تشكيلها بما يرضي الله، وفي قلوبنا لنغسلها من أدران المعاصي والذنوب، وفي أرواحنا لنخرج بها من معاركها الطاحنة في حمأة الحياة الدنيا.
أريد الطلاق، ولكن خائفة على الأبناء.. ما الحل؟
السؤال من قطر: بعد 7 سنوات من الزواج و4 أولاد اكتشفت أن زوجي تغير خلال السنتين الماضيتين، وأنه على علاقة غير شرعية مع فتيات أخريات، ورأيت صورهن معه، وهو يسافر لمقابلتهن، وعندما أنصحه يقول: هذه حياتي، ولا دخل لك بي. وهو مهمل جدًّا للبيت، 90% من وقته خارج المنزل.. أريد الطلاق، ولكن خائفة على الأبناء.. ما الحل؟
الجواب: تأتينا بعض المشاكل السهلة البسيطة، وإذا بصاحبها يتغنى بمشكلته ويمدها طولا ويصقلها عرضا، وكان بإمكانه اختصارها في سطرين، بينما تأتينا مشكلة حياة وموت، وزواج وطلاق، وتختصرها صاحبتها ببضع كلمات؛ فكيف أستطيع أن أساعدك يا أختي وأنت لم تذكري إلا أقل القليل؟ أبدأ معك فأقول: إنه إذا كان قرار الزواج صعبا مرة، فإن قرار الطلاق أصعب منه ألف مرة؛ لأنه فعلا قرار حياة أو موت؛ فقد يشكل طلاقك حياة جديدة بالنسبة لك؛ إذ تتخلصين من زوج خائن، لكن ما هي شكل الحياة التي سيحياها أربعة أطفال بدون والدهم؟ من الذي سينفق عليهم؟ هل تستطيعين أن تتدبري أمورك معهم وتقومي على شؤونهم كما لو كان أبوهم موجودا؟ أنت تقولين خائفة على الأبناء وخوفك في محله، فكم يدفع الأطفال ثمن أخطاء والديهم، تمزقا نفسيا وحرمانا ماديا وجوعا عاطفيا وشذوذا أخلاقيا! لن أسألك كيف اكتشفت خيانته، ومدى تأكدك أن هذه الصور التي وجدتها معه هي صور عشيقاته فعلا، فقد يكون كلامك مجرد ظن، خاصة أنه لم تثبت عليه التهمة؛ إذ لم تريه مع واحدة منهن ولم يعترف بفعلته أيضا؛ فعبارته: "هذه حياتي ولا دخل لك بها" قد يتفوه بها بعض الرجال للتنكيد على زوجاتهم نتيجة الغيرة العمياء التي تمارسها الزوجة، وقد تكون حيلة من الزوج لإثارة زوجته كي تهتم به أكثر، إلى غير ذلك من الأسباب. ورغم أننا نقول بأن الرجل أقل عاطفة من المرأة بشكل عام، لكن هذا لا يعني أن الرجل يضحي ببيته وأطفاله بسهولة فيترك صور خليلاته في جيبه أو في غرفة مكتبه لتراها زوجته، إلا إذا كان شخصا غير مسؤول، وهذا وارد أحيانا؛ فبعض الرجال ليس لديهم شعور بالمسؤولية، وهو ما لا ينفع معه أن يكونوا آباء، كما أن بعض النساء تغلب عليهن النرجسية والأنانية فلا يحسنَّ مهمة الأمومة، لكنه الشذوذ وليس القاعدة. طبعا لا يعني قولي بأنك لم تريه مع واحدة منهن أنني أشجعك على مراقبته والتجسس عليه لتكتشفي أي علاقة له، فهذا ليس من الدين والخلق في شيء، ولكن ألم تعرفيه خلال هذه السنوات السبع ؟ تقولين بأنه تغير في السنتين الماضيتين، أفلم يكن لهذا التغير بوادر سابقة في السنين الفائتة ؟ هل ما حدث له طفرة مفاجئة أم كان له مقدماته التي تم إهمالها من جانبك واعتبارها من صغائر الحياة الزوجية ؟ ما أعتقده أنه عندما تفشل الحياة الزوجية لا يكون من الحكمة أن نضع اللوم على طرف دون طرف، اللهم إلا في حالات نادرة عندما يكون أحد الطرفين ظالما والطرف الآخر مظلوما، أما في أغلب الحالات فإن الزوجين كليهما يتحملان المسؤولية مشتركة. وما أعرفه أيضا أن على المرأة الذكية أن تدرك نقاط ضعف زوجها جيدا منذ البداية، فإذا كانت نقطة ضعفه النساء، فيجب أن تستخدم ذكاءها لتملأ قلبه بحبها، وأن تستعمل فنونها لتملأ عينه بجمالها، وأن تفعل كل ما بوسعها لتأسره إليها دون أن تترك له مجالا للتفكير بأخرى. يا سيدتي، إن الرجال ما هم إلا أطفال كبروا، وأنت تعتنين بأربعة أطفال، فكيف لم تستطيعي اعتبار زوجك الطفل الخامس والأهم؟ لماذا يهرب الرجل من بيته ويقضي جل وقته خارجه إذا وجد امرأة تسعده إذا حضر، وتسره إذا نظر، وتشاركه همه إذا فكر، وتحتويه وتفهمه وتغدق عليه حبها وتخصص له وقتا كافيا من اهتمامها؟ لا عذر لك يا عزيزتي في خيانة زوجك – هذا في حال أنها حقيقية وليست مجرد وهم- فلا ينفي كونه مسؤولا عنها أمام الله مسئوليتك أنت أيضا، فافعلي المستحيل من أجل أن تستعيديه، ولا تعامليه معاملة المتهم الذي يتعرض للاستجواب والمحاكمة، بل تجاهلي ما بدر منه، ودبري أمورك بالحكمة التامة. لا أستطيع بالطبع أن أحكم على طرف دون سماع الطرف الآخر؛ فلا يصح أن نستمع بأذن واحدة، وهذا في حال ما لو فكرت أن ترسلي رسالة بتفصيلات أكثر فأنت أولا وأخيرا من سيتخذ القرار، وبالتالي لا أستطيع أن أنصحك إلا بشيئين: 1 - أذكرك أن الحياة تحتاج مرونة بالغة، وأما الحياة الزوجية فتحتاج إلى جانب المرونة قدرا كبيرا من الحكمة، وليست كل التصرفات تناسب كل الأشخاص. لذلك أنت من يقرر طريقة الحكمة والمرونة هذه. 2 - هناك شيء متعارف عليه في ديننا وهو التحكيم؛ فالجئي إليه في حال عدم قدرتك على التفاهم معه، وهو مبين في قوله تعالى: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا". وأذكرك أن أبغض الحلال إلى الله الطلاق، وآخر الدواء الكي كما يقال، واستمرار الحياة الزوجية أو إنهاءها يجب فيه وضع مصلحة الأطفال بالمرتبة الأولى؛ لأنه لا ذنب لهم، ففكري دائما بمصلحة أطفالك قبل مصلحتك، وهنا ينفعك أن توازني بين حياتهم إذا استمر الزواج وبينها إذا حصل الطلاق، فرب طفل يعيش بين أبويه ولكنه يكره حياته من الشحناء والبغضاء التي تصم حياة والديه، وكم من أم حنونة عاقلة استطاعت أن تعوض طفلها عن فقد والده بغض النظر عن سبب الغياب، والحياة فيها الكثير من الاستثناءات، وأكثرها وضوحا حياة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الذي عاش يتيم الأبوين، لكنه كان رحمة للعالمين. أنا أدرك يا أختي أن هناك بيوتا قد تهدمها أفعال الزوج المهينة وتصرفاته المشينة، لكن إذا استطاعت المرأة الصبر على زوج كهذا والمحافظة على بيتها وصون نفسها وحماية أطفالها كانت في طليعة المجاهدين عند الله أجرا وثوابا، فحسبها أنها بذلت راحتها وقلبها في سبيل المحافظة على بيتها وأولادها، وإن أهمل الرجل عائلته وواجباته ولم يجد من يحاسبه في الدنيا فمن ينجيه من عقاب الآخرة؟ أو لم تسمعي قوله عليه الصلاة والسلام: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت". ألهمك الله الرشد، وأصلح لك زوجك، وألّف بين قلبه وقلبك إنه على كل شيء قدير. ولا تنسي أن تلجئي إليه سبحانه إنه نعم المولى ونعم النصير، والسلام عليك.
خائفة من ليلة الزفاف
السؤال من المغرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أعرف من أين أبدأ مشكلتي، ولكن سأحاول أن أبدأها لأني في أشد الحاجة إلى الحل. أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، وأدرس في الجامعة، ومشكلتي الأساسية هي في شدة خجلي غير الطبيعي؛ لأنني قد تم عقد زواجي من شخص أحبه جدا ويحبني، ولكن المشكلة هي أنني لا أعرف شيئا عن المعاشرة الزوجية أو المداعبة؛ وذلك بسبب شدة خجلي من الاطلاع على هذه الأمور، وخجلي من سؤال أهلي أو حتى أمي أو أختي المتزوجة. وقد تسببت هذه المشكلة في أنني أجلت موعد زفافي 3 مرات بسبب خوفي من أول ليلة لجهلي لما يجب أن يحدث فيها؛ حتى ظن خطيبي أنني لا أريد الزواج منه، مع أني أحبه كثيرا، ولا أريده أن يعتقد ذلك. قرأت الكثير عن الموضوع في موقعكم، ولكنكم تتكلمون عن الموضوع بالنسبة لأشخاص جربوا المعاشرة ويواجهون بعض المشاكل، أما أنا فلا أعرف شيئا عن الموضوع أصلا، قرأت عن إجابتكم عن طريقة الجماع، ولكنها لم تكن واضحة بالنسبة لإنسان لا يعرف عن الموضوع شيئا، كما أني لا أعرف كيف أداعب زوجي ولا ما يثيره أو ما قد يعتبر عيبا عنده. أعتقد أنكم فهمتم مشكلتي؛ لذلك آمل أن تساعدوني في أقرب وقت مع القليل من التفصيل، وإذا لم تستطيعوا بعض التفصيل فأرجو أن تدلوني على مواقع عربيه أتعلم منها وليس كتبا؛ لأني أخجل من شراء هذه الكتب من البائع، ولكم جزيل الشكر. وهناك أمر آخر هو أنني أود أن يرى خطيبي المشاكل التي تطرحونها حتى يستفيد منها، ولكن دون أن أطلب منه أنا ذلك أو يعرف بأني أريده أن يرى هذا الموقع، وشكرا، ومعذرة على الإطالة
الجواب: ابنتي الغالية، الموضوع أبسط مما تتخيلين وأسهل مما تتصورين.. إنه موجود داخل أي نفس بشرية، فقد وضع الله في الرجل غريزة حب المرأة، ووضع في المرأة غريزة حب الرجل؛ وذلك ليتزاوجا ويعمرا الكون بالنسل، إضافة إلى أن متعة الجماع تفوق أي متعة أخرى، خاصة إذا وُجدت بين حبيبين يتذوقان هذه اللذة حلالا ويشربان ماءها الصافي زلالا؛ إذ عندها لن تكون الأمور مجرد متعة عابرة، بل هي أقرب إلى السعادة؛ وذلك لاشتراك الروح والجسد في هذا الفعل اشتراكا متناسقا متآلفا. وقبل أن أبدأ بإجابتك عن المعاشرة والمداعبة دعيني أصارحك أنه لن ينفعك ولو كتبت لك مئات الصفحات ولو قرأت آلاف الكتب ما لم توجدي في نفسك الرغبة في تغييرها، وإلغاء هذا الخجل الذي لا داعي له بعد الآن؛ فأنت حاصلة على مؤهل تعليمي عال، وقد تم عقد زواجك على شخص تبادلينه حبا بحب، فبمجرد دخوله عليك سيكون له الحق أن يستمتع بك كما يشاء، كما أن لك الحق نفسه أن تستمتعي بما أحل الله لك كما تشائين. السؤال الذي يراودني: هل أنتما تتكلمان معا؟ هل تتبادلان كلمات حب وإعجاب، خاصة بعد أن أصبح زوجك شرعا وإن لم يدخل بك عرفاً؟ أخشى ألا تكونا قريبين من بعضكما كما يجب قبل الزواج، ومصدر خوفي هو سؤالك: كيف أدله على موقعكم؛ فهل من المعقول أنك تخجلين أن تقولي له: هناك مواقع جميلة وجيدة وهادفة على الإنترنت كموقع "إسلام أون لاين"؟! إذا كنتما لم تتبادلا الكلام العادي فكيف ستتبادلان كلمات الحب؟ وكيف ستتبادلان الحب نفسه بعد الزواج؟ أرجوك يا ابنتي انتبهي لهذه النقطة فإذا لم تستطيعي أن تعالجي نفسك لوحدك وتدركي أن خجلك هذا خلل كبير في نفسك فأنت بحاجة إلى مرشد نفسي يساعدك؛ لذلك حاولي أن تطردي هذا الخجل من نفسك، وصارحي خطيبك به من الآن لعله يكون ذا قدرة على مساعدتك قبل أن يفاجأ بك ليلة الدخلة. أما بالنسبة للأمور الجنسية فليس مطلوبا منك أن تكوني أنت البادئة، والرجل أقدر على البدء في أول الحياة الزوجية؛ إذ يندر وجود رجل يخجل أن يطلب من زوجته ما يحب بعد أن تعتاد عليه، وأكبر دليل على ذلك أن البلوغ عند الفتى يختلف عن البلوغ عند الفتاة؛ فالاحتلام الذي يرافق البلوغ عند الفتى كفيل بأن يجعله يعرف ما يريد. ولكن لا يعني أن تكوني باردة تخجلين من أن تظهري تجاوبك معه؛ فهو إن كان أكثر دراية بالأمور الجنسية بسبب تركيبه الجسمي والنفسي، لكنه بالتأكيد يحب أن يراك تستمعين بحبه وتبادلينه إياه. وهنا يوجد استثناء وحيد عند بعض الشباب الذين تمت تنشئتهم في بيئات قاسية, فهؤلاء شوهت فطرتهم لدرجة أنهم قد يفشلون ليلة الزواج. إن الجنس لا يبدأ من ليلة الزفاف، ولكن يبدأ قبل ذلك بالنظرة، وقد قال (صلى الله عليه وسلم) لمن سأله عن النظر إلى خطيبته: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"، أي أن تبدأ بينكما الألفة والرغبة قبل الزواج، وبعد الزواج لا يبدأ الجنس في غرفة النوم؛ فهناك الممهدات لذلك من نظرة محبة إلى همسة ناعمة إلى لمسة دافئة، وهذا كله يحل لك الآن إلا إذا كانت بيئتك لا تساعدك فلا مانع أن تؤجليها قليلا، لكن دون أن تخمديها. بعد الزواج يمكن أن تتطور الأمور التمهيدية إلى المداعبة أكثر, والمداعبة تكون بتنبيه أعضاء الإثارة الجنسية الموزعة في الجسد, والتي تختلف من ذكر لآخر ومن أنثى لأخرى. تعتبر مناطق الفرج التي ذكرت سابقا ويغذيها العصب الاستحيائي هي مراكز التنبيه الجنسي؛ وعند الإثارة الجنسية تنتفخ هذه الأعضاء، وتمتلئ بالدم نتيجة تقلص الأوعية الدموية وتنتصب، وتقوم الأعصاب الجنسية بنقل هذه الإثارة إلى مراكز الحس الجنسي بالمخ. وللمداعبة التي تسبق الجماع دورا هاما عند المرأة أهم من دورها عند الرجل؛ فهي تهيئها نفسيا وجسديا بحيث تؤدي إلى خروج بعض الإفرازات بالجهاز التناسلي، وهي ما تجعل المهبل رطبا ولينا حال الجماع. من المعروف أن رعشة الرجل تسبق رعشة المرأة، إلا إذا كان الزوج متأنيا فيهيئ المرأة لذلك بحيث يصل الزوجان إلى الرعشة سويا، وبسبب موقع البظر فوق الالتقاء العلوي للشفرين الصغيرين عند المرأة لا تصل بعض النساء للرعشة؛ لأن جسم القضيب لا يلامسه مباشرة؛ لذلك يحتاج الزوجان إلى تغيير زاوية ووضع الجماع في أغلب الأحيان لتمكين المرأة من الوصول إلى الرعشة. لا يمكن حدوث الجماع الكامل إلا بعد فض غشاء البكارة، وهو غشاء شفاف يقع على مدخل المهبل، ويحيط به الشفران الصغيران، وفضه قد يصحبه ألم بسيط للغاية لا يلبث أن ينتهي في لحظات، وليس خروج الدم دليلا على عفة الفتاة قبل الزواج؛ لأن 25% من النساء لا ينزفن عند الجماع الأول، وذلك لاختلاف أشكال غشاء البكارة. وليس من داع للاستعجال بفض البكارة من الليلة الأولى إذا كنت لم تتعودي على زوجك بعد؛ فالأهم هو المصارحة والمكاشفة، والأهم أولا وأخيرا أن تعرفي أن ما تفعلينه مع زوجك ليس عيبا ولا حراما، وإنما لك وله الأجر إن كانت نيتكما أن تحصنا نفسيكما من الوقوع في الحرام، ولا بد أنها كذلك. وفقك الله، وطمأنيني عنك.
ضرتي تتناوب معي علي السرير
السؤال من المغرب: أنا سيدة متزوجة تعرضت لحالة إجهاض؛ بسبب خطأ طبي أثناء العملية، ولم أستطع الحمل مرة أخرى رغم مرور خمس سنوات على زواجي، وبعد زيارات متكررة للأطباء أكدوا لي أنني أستطيع الحمل، لكن الأمر يحتاج إلى علاج مكلِّف، يعجز زوجي ذو الدخل المحدود أن يوفره، فاضطُرَّ للزواج بأخرى تستطيع أن تحقق حلمه؛ كي يصبح أبًا، تحمّلت المر على مضض. لكن ما لم أستطع تحمله هو أن تعيش معي الزوجة الثانية في نفس البيت، وتتناوب معي على نفس السرير، أصطنع الابتسامة لكن داخلي يتمزق، ولا أستطيع البوح بشيء حتى لا أُرْمى بالغيرة، وما يزيد من عذابي هو أنني أستطيع الإنجاب إذا عُولجت، فلماذا تسرع زوجي بالزواج ولم يسرع بتدبير كلفة العلاج؟ أم أن حبه لأن يصير أبًا أكبر من أن أصير أمًّا؟ أرجو منكم أن تخففوا عني؛ لأن ما أعانيه يستعصي عليَّ بثُّه من خلال هذه السطور.
الجواب: ليتك بثثت معاناتك في سطورك أكثر.. وليتك بُحْتِ بما يمزق صدرك أكثر.. ألا تعلمين أن مجرد البوح بما يشغلنا لإنسان نثق به يخفف عنا الكثير؟ فكيف إذا كان الأمر يتعدى حدود الانشغال العادي المقبول إلى الشعور بالظلم الواقع، والكبرياء الجريحة؟ قبل أن أبدأ بطرح الحلول الممكنة للمشكلة، دعيني أكون صريحة معك وأوضح لك نقطتين: الأولى كان يجب طرحها قبل الآن، والثانية لا داعي لطرحها من الأساس:
(1) أنت تتساءلين: لماذا تسرّع زوجي بالزواج ولم يسرع بتدبير كلفة العلاج؟ مع تقديري الشديد لحزنك لكن - معذرة- إن هذا السؤال كان من المفترض أن توجهيه لزوجك قبل أن يتزوج، أما الآن فلا معنى له؛ لأن ما حدث قد حدث، ولن ينفعك البكاء على اللبن المسكوب كما يقولون.
(2) سؤالك: "أم أن حبه أن يصير أبًا أكبر من أن أصير أمًّا؟"، إن هذا من وجهة نظرك أنت، فأنت لديك غريزة الأمومة التي أتفق معك في أنها ربما تكون أقوى من غريزة الأبوة، لكن إذا استمعنا لوجهة نظر زوجك، وأنا لست في صدد الدفاع عنه، بل أوضّح لك ليسهل عليك تقبل المشكلة، وبالتالي التفكير بهدوء في الحل الأنسب لك؛ فهو يقول: أنا بحاجة إلى طفل يحمل اسمي، وينمي عائلتي، ويكون سندًا لي عند مرضي وتقدم عمري. أليس هذا معنى الأبوة بالنسبة لكثير من الرجال؟ ثم يقول زوجك: أنت التي تعانين، وأنا ليس لدي أي مشكلة؛ فلماذا أضحي من أجلك؟ وأنا أقول لك يا أختي العزيزة كي تعذري زوجك: إننا لم نُخلق لنضحي للأبد من أجل شخص ما؛ فهذه التضحية لا يُقدم عليها إلا أحد شخصين: إما أن يحب زوجته حبًّا يفوق كل دافع آخر، أو أن يكون مخلصًا لمبدأ معين في حياته، ويرى في تضحيته هذه إخلاصًا لمبدئه، فما تطلبينه من زوجك هو أكبر من نطاق القدرة البشرية العادية. إذن لنتفق على أن زوجك لم يخطئ عندما تزوج من أخرى رغم أن دخله محدود يمنعه من الإنفاق على علاجك؛ الذي يبدو أكبر بكثير من الإنفاق على زوجة جديدة وعائلة؛ أقصد أن المبدأ في زواجه ليس خطأ، وقد انتظر -كما فهمت- خمس سنوات؛ فهذا حقه الشرعي، لكن حقك أنت أن يكون لك مسكنك الشرعي وبيتك الذي تغلقين بابه عليك وعلى زوجك فلا يطلع على أسراركما أحد، وهذا ما لم يحصل في حالتك الآن، وقد أوضحت لك بعض جوانب المشكلة التي كانت خافية عليك، وأتمنى أن أكون قد استطعت أن أزيل ما التبس في ذهنك من غموض. ولِنَرَ ما هي الحلول الممكنة. في رأيي هناك حلان لمشكلتك، ويمكنك اختيار ما يناسب طبيعتك وظروفك وقدراتك:
أولاً: الحل الواقعي: يتساءل المرء: لماذا تضطرين أن تتحملي المرّ على حد تعبيرك؟ وأي امرأة تقبل راضية أن ينام زوجها مع أخرى في فراشها هي؟ إن ديننا دين الفطرة يحترم المشاعر والغرائز ولا يلغيها بقدر ما يسعى إلى تهذيبها، فكما يحترم غريزة زوجك بحبه للأولاد: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}(آل عمران/14)، كذلك يحترم الإسلام مشاعرك بأن يكون لك بيت مستقل عن بيت ضرتك، ولا يحق لأحد أن يتهمك بالغيرة وأنت على حالك هذا؛ إذ يصعب على المرأة أن تقبل منافسة امرأة أخرى بهذا الشكل القاسي، والحل يكمن في أن تجلسي مع زوجك جلسة صريحة وتُخرجي ما يعتلج في صدرك بهدوء ودون انفعال وتطالبيه بسكن منفصل، وإذا كنت لا تستطيعين مواجهته لوحدك فاستعيني بأحد من أهلك أو أقربائك أو أي من جيرانك ممن تثقين بخبرته وحكمته وإخلاصه، فإن أصر زوجك على موقفه، وخاصة أن دخله المحدود لن يساعده -على ما يبدو- في الإنفاق على بيتين فيمكنك أن تستشيري محاميًا في موضوع الطلاق، وفكري في أمرك بهدوء وروية، وزني كفة الرجحان مع كفة الخسارة فيما لو طلبت الطلاق، وحاولي أن تخرجي من معركتك بأقل الخسائر الممكنة ماديًّا ومعنويًّا. وإذا لم تفكري في الطلاق فأرجو أن يكون السبب أي شيء آخر غير نظرة المجتمع إلى المطلقة وكلام الناس الذي ضرره أكثر من نفعه؛ لأن الطلاق - وإن كان أبغض الحلال إلى الله- فهو حل أحيانًا، كما قال تعالى:{وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللهُ وَاسِعًا حَكِيمًا}(النساء/130)، فلعل الله يعوضك بزوج آخر تُرزقين منه الولد الذي يملأ عليك حياتك، وتَذكري أن صلاة الاستخارة مطلوبة قبل الإقدام على أي قرار، وكما يقال: "العبد بالتفكير والله بالتدبير"، وفقك الله لأرشد أمرك.
ثانيًا: الحل العملي أو الحل المثالي: والعنوان الذي وضعته هنا يبدو فيه شيء من التناقض, لكن لأوضح أقول أنه حل عملي من وجهة نظر غربية, أما من وجهة النظر الإسلامية فهو مثالي, ويمكن تطبيقه من قبل بعض الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات أكبر على التحمل والتسامح والرضا, علماً بأن كثيرا من الناس لديهم قدرات كامنة لا يدركونها, ولا يفكرون في الاستفادة منها واستثمارها, ولربما كنت أنت يا صديقتي واحدة منهم. رغم أني لا أحبذ الأخذ بالمفاهيم الغربية للعلاقات الإنسانية, لكن بما أن الحكمة هي ضالة المؤمن, فما المانع أن أقتبس طريقة الغربيين في التفكير دون أن يعني ذلك أن نتأثر بمفاهيمهم المتعارضة مع شريعة الإسلام؟ لذا فأنا أتساءل لماذا ترفض امرأة مسلمة أن يتزوج زوجها بأخرى مع وجود العذر له، بينما تتقبل المرأة الغربية خيانة زوجها بروح رياضية، وحتى دون أن تبادله خطأ بخطأ في أحيان كثيرة؟! ولماذا لا تغار عليه إذا علمت أنه متعدد العشيقات، متجدد العلاقات، وتمضي أيامها وكأن شيئا لم يهز حياتها ولم يزلزل كيانها؟ على سبيل المثال تقول إحدى الغربيات عن الزوجمدي له حبلا طويلا وسوف يتم لك الاحتفاظ به) وتقول أخرى معززة ثقتها بنفسها رغم أنها تعلم بخيانة زوجها لهاإنه وإن كان يعاشرها فهو لا يحبها إنما هو يحبني أنا). في الحقيقة إن كثيرًا من النساء الغربيات أكثر صراحة وشجاعة وقدرة على مواجهة الحياة من كثير من نسائنا، ولست هنا بصدد مجال دراسة الأسباب وتوضيحها، ولكن بالنسبة للمرأة الغربية فقد أقامت علاقتها بزوجها على أساس الصداقة, فهي تغفر له زلاته، وتصفح عن سيئاته، ومتى أرادها حبيبة فهي جاهزة، ومتى ابتعد عنها وأرادها صديقة فلا مشكلة عندها، لا تعرف الغيرة طريقًا إلى قلبها، وأنا لا أدّعي أن كلهن يفكرن بهذه الطريقة، لكن تفكير النساء العمليات منهن يقول ما يلي: إذا جرّدنا الحب من التملك الذي هو أسوأ ما في الحب تحوّل الأمر إلى صداقة، فإذا استطعت يا صديقتي أن تكوني كالمرأة الغربية في طريقة التفكير هذه، وعلى نمط المثل الأمريكيإذا لم تستطع أن تغلبهم فانضم إليهم)، بأن تضعي الأمر كله وراء ظهرك، وتكسبي ضرتك صديقة لك قبل أن تصبح عدوة، وتملئي عقلك بكل ما هو إيجابي وتطردي من تفكيرك كل الأفكار السلبية، وتفتشي عن بدائل عملية أخرى في الحياة تسعدك غير موضوع الطفل والزوج، وتعيشي حياتك دون هموم ونكد؛ فكوني كذلك وإلا فإن الخاسرة الأولى والأخيرة هي أنت، وليس أذهبَ لشباب المرأة وأضيع لجمالها من الهم والقلق. ذكرْتُ وجهة النظر الغربية ليس لاقتناعي المجرد بها، بل لأوضّح أن الغرب يعترف بمشاكله الاجتماعية، ويحاول إيجاد الحلول العملية لها، بينما نحن لا نقر بأخطائنا وقصورنا، مع أن ديننا دين الصدق والوضوح وهو الدين الذي عالج قضايا البشرية كلها بطريقة مثلى لا شرقية ولا غربية, فإلى الإسلام نتجه لنرى ماذا يقول هذا الدين الخالد: الإسلام مع أنه دين واقعي فهو يحث أتباعه على أن يكونوا مثاليين؛ إذ إنه مع كون القصاص فطرة بشرية، والانتقام غريزة إنسانية، لكن ديننا يحض على التسامح والمغفرة {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ}،{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}(الشورى/43)، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(النور/22)، ويهيب بأتباعه ألا يدفعوا الشر بالشر:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(فصلت/34-35). لماذا لا تحاولين يا أختي الوصول إلى هذه الدرجة المثالية كي تكوني من ذوات الحظ العظيم السعيدات في الدنيا والآخرة؟ تجاوزي عما صدر من زوجك، وتقبلي الوضع كما هو "ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس"، واعتبري ضرتك أختًا لك، وبدل أن تقضي عمرك وتفني شبابك في الهمّ والحزن والغيرة والنكد، فكري في بدائل أخرى تشرح صدرك، وتذهب عنك الغم والضيق، تقربي إلى الله سبحانه، وتضرعي إليه أن يفرج كربك ويخفف عنك ضرك {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(البقرة/186). استجيبي له –سبحانه- بالطاعة يستجب لك بتلبية دعائك وكشف الحزن عنك، زيدي في صلاتك التي هي صلتك بربك، اقرئي كتاب ربك، وتأملي ما فيه من حكم وحكمة: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}، واستغفري الله صباحًا ومساءً:{اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}، وحاولي ألا تعلقي قلبك بأي مخلوق كائنًا من كان, ورحم الله من قالمن أدرك أسرار الحياة علم أنه ليس جديرًا بالحب إلا الله تعالى). نَمّي روحك بالعبادة والتفكر بنعم الله الأخرى، وانظري إلى من دونك في الدنيا كي لا تحتقري نعمة الله عليك، املئي وقتك بالأعمال الصالحة وفعل الخير للناس، شاركيهم آلامهم وآمالهم، وصدقيني أن مساعدتك للناس من حولك وتفكيرك بغيرك بدل تفكيرك في مشكلتك إضافة إلى قربك من ربك لا بد أن ينعكس على نفسك إشعاعًا من الرضا والسعادة وعلى قلبك شعورًا بالإشراق والنور، وتذكري أن الله لا يضيع عبده المؤمن {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَن يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}. اخرجي إلى الحياة والمجتمع، وحاولي أن تمتعي نفسك بالرياضة أو الترفيه في الحدائق أو الاقتراب من الطبيعة ورؤية إبداع الخالق فيها، أو أن تقضي بعض الوقت بزيارة صديقة مخلصة أو أخت في الله أو صحبة صالحة تعينك على الخير. وباختصار الجئي إلى الله بكل كيانك، وإذا ضاقت بك الأرض فلن تضيق بك السماء، وإذا أُغلقت الأبواب فبابه -سبحانه وتعالى- مفتوح لا يُغلق، وهو أرحم الرحمين. هذا ما عندي يا أختي فاختاري أي الحلول يناسبك, وإذا أردت نصيحة أو مشورة أخرى فلا تترددي, وأهلا بك.
أشعلي شمعة بدلا من أن تلعني الظلام
السؤال من السعودية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا عندي مشكلة عاطفية وحيرانة جدا، أرجو الرد عليّ في أقرب وقت. أنا امرأة تزوجت في السادسة عشرة من عمري، وعندي الآن طفلان، وعمري أربعة وعشرون عاما، المهم أنني تزوجت بسرعة، ولم أتوقع أنني سأتزوج، في الأول رفضت ثم قبلت بعد جهد لإقناعي من قِبَل خالاتي، علما أنني أعيش مع جدتي وخالاتي في البيت؛ وذلك لأن أمي مع زوجها، وأبي متزوج ولم أره في صغري إلا في الثامنة من عمري. وبعد الزواج أحببت زوجي كثيرا، وأغار عليه رغم أنه كان قاسيا في المعاملة؛ حيث كان يضربني على أقل سبب، ولكنني أحس أنه يحبني؛ حيث كان يعيرني بأبي، المهم أني أخبرت أهلي بذلك (خالاتي) حيث كان أيضا عاطلا؛ لأنه لم يجد عملا، ولكن أهله كانوا يصرفون علينا. المهم أنه في الفترة الأخيرة كانت لي رغبة شديدة في الطلاق، رغم أنه لم يضربني منذ خمسة أشهر، وله أيضا أربعة أشهر يعمل، وأصبحت أحس أني أكرهه ولا أحس بمحبته في قلبي، ولا أدري ما سبب هذا التغير المفاجئ في شعوري من حب إلى كره، وحتى في العلاقة الجنسية أجامله رغم أنني لا أستمتع بذلك. حتى منظره أصبح لا يعجبني وأقول لنفسي: يمكن لو خفف وزنه أحببته، أحيانا أبكي لهذا السبب.. حتى منظري تجاهه لم يعد يهمني مثل الماضي. وأحس أحيانا أني لو لم أتزوج مبكرا لما حدث هذا، ولكنت اخترت الزوج الذي يرضي خاطري وأفضل منه، لأنني مقبولة والكل كان يتمناني زوجة له. والمشكلة الكبيرة جدا هم أولادي، ماذا أفعل بهما، وأنا أدعو الله كثيرا بأن يسخرني لهما.. أنا حيرانة جدا ماذا أفعل؟ لم أبح لأحد بهذا، أرجو منكم يا إخواني أن تجدوا لي حلا مناسبا، أنا متعبة، وجزاكم الله كل خير. الجواب: عزيزتي، ينطبق عليك المثل: "الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون"، هل تعرفين ما هو الحصرم؟ إنه العنب الحامض قبل أن ينضج، ومن يأكله يستمتع بأكله رغم حموضته، لكن بعد ذلك يعاني من تعب في أسنانه يمنعه من التمتع بأطايب الطعام.
وأنتِ جنى عليك والِداك إذ تزوجا واستمتعا بالزواج لبعض الوقت، ثم طلقا وكنت أنت الضحية؛ فأنت لا تعرفين كيف تستمتعين بنعمة الحياة ونعمة الصحة ونعمة الزوج ونعمة الأولاد، ولا تفكرين حتى في شكر الله عليها؛ لأنك لا تدركين قيمتها، بل أنت تريدين أن تصنعي بأولادك كما صنع والِداك معك من قبل. لذلك سامحيني إذا كانت رسالتي إليك قاسية؛ إذ يتوجب عليّ قبل أن أحدثك إيقاظُك من أحلام اليقظة التي تعيشينها، فزوجك لم يعد يرضيك شكله ولم تعودي تحبينه بعد أن أصبح يعمل وينفق عليك وبالأخص لم يعد يضربك. أما عندما كان قاسيًا في معاملتك فقد كنت تشعرين أنه يحبك، فهل تراك تريدينه أن يعود لضربك لتعودي إلى حبه من جديد؟! أم تراك تعودت القسوة ممن حولك لدرجة أصبحت تكرهين من يعاملك بلطف؟ ثم أنت تعتقدين أنك مقبولة، وأن كل من يراك يتمناك زوجة؛ فهذا يجعلني أستنتج أنك جميلة جدًّا ولست مقبولة فقط، ولكن لعل زوجك يرى نفسه كما ترين نفسك؛ أي أنه رغم شكله الذي أصبح لا يعجبك فقد يرى نفسه جميلاً جدًّا أيضًا، والسؤال: متى كان جمال الشكل هو المهم؟! ألم تسمعي قول الرسول عليه الصلاة والسلامإن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)، ومتى كان الرجل يعيبه شكله؟ يا سيدتي، الرجل لا يعيبه شيء ما دام كريمًا في بيته، سخيًا في معاملته، حسنًا في أخلاقه، ولا أدري إن كان على حق في ضربك سابقًا أم لا؛ فأنت لم تبيني السبب الذي كان يضربك لأجله. تقولين أنك متعبة جدًّا، وأتمنى لو أن كلماتي تريحك، لكنك بحاجة فعلاً إلى من تبوحين له بكل شيء عن طفولتك وتشتت أسرتك ووالدك الذي ابتعد وأنت في سن الثامنة، كيف كانت معاملة بيت جدك لك؟ كيف كانوا يتكلمون عن أبيك أمامك؟ هل كانوا يذكرون عنه خيرًا أو شرًا؟
إن جزءًا كبيرًا من أفكارنا عن أنفسنا وانطباعاتنا نستقيها من أفكارنا وانطباعاتنا عن والدينا الذين هم قدوتنا وأقرب الناس لنا؛ فلعل بعض أقاربك حَمّلك وزر خطئهما بالطلاق، أو لعلك أنت من حملت نفسك الشعور بالذنب لفراقهما، أو عانيت من اختلافك عن صديقاتك اللواتي يعشن في حضن الوالدين، وتراكم هذا الشعور عندك في مساحة عقلك الباطن أو اللاوعي؛ فأصبح يؤثر عليك دون أن تشعري بذلك، ويمنعك من سيرك الطبيعي إلى النضوج؛ ولذلك تظنين أنك صغيرة عندما تزوجت، مع أن الكثيرات من نساء بلدك يتم زواجهن في هذا العمر على ما أعلم، والكثيرات يعتبرن أنفسهن عوانس إذا وصلن إلى عمرك الآن دون أن يتزوجن. يبدو واضحا أن ما حصل معك في طفولتك يؤثر عليك؛ فأنت لا تعرفين ماذا تريدين، ولا لماذا تحبين أو تكرهين، وهذا يدل على أنك تعانين مما يسمى عدم الاتزان الانفعالي الذي يسم مرحلة المراهقة ولكنك لم تتجاوزيها غالبا بسبب طفولتك المعذبة؛ إضافة إلى أن كتابتك المضطربة أعطتني انطباعًا عنك أنك مصابة بتشتت الأفكار، مع أنها لا تبدو هكذا هنا بعد أن قمت بتغيير كثير من العبارات كي تبدو صالحة للنشر والقراءة؛ فأسلوبك في الكتابة لا يتناسب مع المؤهل العلمي الذي ذكرتِه في بياناتك، وعلى كل حال يبدو أنك حصلت عليه بعد الزواج، كونك تزوجت في سن السادسة عشرة، أليس معنى ذلك أن زوجك ساعدك بصبره على الأقل؟ إذا كان الجواب بـ"نعم"، فأرجو أن تقدِّري له ذلك، وتعترفي له بشيء من الجميل. ما أستطيع أن أنصحك به هو التالي: حاولي أن تغيري من شخصيتك، وذلك بتغيير ما بداخلك، وبالسيطرة على أفكارك التي تأخذك ذات اليمين تارة وإلى الشمال تارة، يجب أن تنسي الماضي ولا تفكري فيه، امضي بخفّةِ بعيدةً عنه، وتذكّري أن الماضي هو بنك للمعلومات نستفيد منه، لكن يجب ألا ندعه يسقطنا في شراكه. لا تذكري كلمة (لو)، فكما قال عليه الصلاة والسلام: "استعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان". افهمي الحاضر ولا تتهربي من الواقع، وانظري إلى ما لا يعجبك في زوجك، فحاولي أن تغيريه باللطف والمعروف، لكن قبل ذلك يجب أن تغيري نفسك؛ لأن من يعجز عن تغيير نفسه فهو عن تغيير غيره أعجز. وأنبهك يا صديقتي أن من يرفض حتمية التغيير يشبه النعامة في وجهين: الأول أنها تخفي رأسها في الرمال؛ فهو مثلها يتجاهل النظر إلى أخطائه. والثاني أن لها رفسة قوية وهو يشبهها كذلك؛ لأن ردود أفعاله القاسية وتصرفاته المؤلمة قد تؤدي إلى نتائج كارثية. غالبًا لن تستطيعي أن تغيري شخصيتك وحدك؛ فلذلك أنت غالبا بحاجة إلى مرشد نفسي، وليس معنى ذلك أنك يجب أن تتناولي كمية من العقاقير النفسية، بل أنت بحاجة إلى جلسات من المساندة والدعم النفسي من قبل طبيب مختص، وتحضرني مقولة لأحد العظماء: "إن السعادة التي ينشدها الناس ويبحثون عنها إنما تأتيهم من داخل نفوسهم وقلوبهم، وإن الشقاء الذي يحيط بهم ولا يجدون منه مهربًا ليس مصدره إلا تلك النفوس والقلوب أيضًا". وأخيرًا فإنه من الأفضل لك أن تشعلي شمعة بدل أن تلعني الظلام؛ فتذكري طفليك هاتين الشمعتين اللتين سيسألك الله عنهما فأنيريهما بالحب والعطف، ولا تفكري أي تفكير غير عاقل يجعلك تندمين عمرك عندما ترَينهما مُحطّمَيْنِ نفسيًّا وممزقين روحيًّا؛ بسبب افتقادهما لأبيهما وهو مأوى الرعاية والأمان، أو افتقادهما لك أيتها الأم، وأنت نبع الرقة والحنان.
البرود الجنسي عند المرآة ... شكوي زوجة
السؤال من المغرب: السلام عليكم، استشارتي ربما تكون غريبة، ولكن أرجو أن يتسع صدركم لسماعها. أنا متزوجة منذ تسع سنوات، ولديّ ثلاثة أولاد، وعلاقتي بزوجي ممتازة جدا، وزوجي عاطفي جدا معي، ويستعد للقاءات الخاصة بيني وبينه بصورة ممتازة جدا، وهو يبذل كل شيء حتى يرضيني بداية من شرائه للورود لي والهدايا .. إلى حلقة القرآن التي يحرص على إقامتها لي في حضور الأولاد، والصلاة جماعة والدروس المختلفة في البيت؛ فهو داعية والحمد لله. أما المشكلة فهي أنني أستشعر دائما الحرج والخجل في وقت اللقاء الخاص بيننا، وأحيانا أحاول التهرب من هذا اللقاء على الرغم من كل ما يبذله من أجل الاستمتاع فيه، ولكنني أخجل بصورة سيئة أتضايق منها بعد ذلك، وما يؤثر فيّ نفسيا أنني لا أبادله نفس الشعور، وهو جزاه الله خيرا يأخذ الأمر ببساطة وابتسامة ولا يطلب مني ما لا أطيقه فيقوم بإنهاء هذه الليلة الطيبة، ويقوم هو بكل المجهود دون أن أستطيع أن أفعل شيئا. وقد تكلم زوجي معي بصراحة في هذا الأمر أكثر من مرة، ولكن كلما تكلم معي بدأت في البكاء، إنني لا أستطيع أن أبادله الفعل في هذه الليالي مداعبة أو غيرها؛ فأنا أترك نفسي بين يديه ولكن لا أقوم بأي شيء، وحاولت الوقوف مع نفسي فوجدت في النهاية أن التربية التي تلقيتها في الصغر كانت السبب؛ فكل شيء كان عيبا وأنا صغيرة في بيتي؛ ولذلك فإنني ما زلت في حالة من الحرج والحزن؛ لأنني لا أسعد زوجي حتى إنني بعد تسع سنوات لا أستطيع أن أصارحه بكلمة حب، فماذا أفعل؟
الجواب: أختي العزيزة, هدئي من روعك, فمشكلتك ليست غريبة عن مجتمعاتنا ولست وحدك من تعانين منها فهي مشكلة موجودة خاصة في الأوساط المحافظة، وما أكثر ورودها عليّ في العيادة، بل ما أكثر ما يشتكي الأزواج من زوجاتهم؛ حيث إن معظم النساء يغلب عليهن الخجل نتيجة التربية الخاطئة في تفضيل الذكر على الأنثى، وعدم السماح للبنت أن تعبِّر عن نفسها وتفصح عن أبسط رغباتها، كما يسمح للولد، إضافة إلى الخلط بين مفهوم الحياء المحمود والخجل المذموم. وأنت تعترفين بخجلك، وحقًّا إذا كان الحياء شعبة من الإيمان فليس من الحياء في شيء أن تخجل المرأة من زوجها بعد أن أفضت إليه وأفضى إليها؛ فكيف إذا كانت قد أنجبت منه ثلاثة أطفال؟!! فيا سيدتي السائلة العزيزة، لقد توصلت والحمد لله إلى أن ما بك راجع إلى التربية الخاطئة في الصغر، وبذلك وضعت يدك على المرض، ولم يبق إلا أن تتخلصي منه؛ بأن تنبذي من فكرك ونفسك كل راسب من رواسب هذه التربية، وكل ما يحول بينك وبين الوصول إلى سعادتك مع زوجك؛ وتذكري الحكمة التي تقول: (حياتك من صنع أفكارك)، أي بالعقل والتفكير يستطيع الإنسان أن يتغلب على أعقد العقد التي تمكنت من نفسه، وأن يسيطر على تصرفاته وردود أفعاله، إضافة إلى العزيمة المستمدة من إيمانك بخالقك، وليس عيبًا أن تطلبي منه –سبحانه- أي أمر مهما صغر شأنه، فكيف بأمر على قدر كبير من الأهمية؟! إن الحياة الجنسية هي جزء مهم جدًّا من الحياة الزوجية، ولا يكون الزواج ناجحًا إلا إذا توافق الزوجان جسديًّا؛ إذ لا يكفي التوافق الفكري أو الثقافي أو المزاجي أبدًا، وإنما يجب أن يكون التفاهم كاملاً بين النفوس والأجساد، وإذا كان الحب هو التقاء روحين متآلفتين، فإن الجنس ما هو إلا التعبير الجسدي لهذا الالتقاء الروحي.. والروح متشابكة مع الجسد بحيث لا يمكن التفريق بينهما في موضوع كهذا؛ فكثيرا ما يرتبط الأداء الجنسي بالحالة الذهنية والنفسية للشخص، وأكثر من يعلم هذا هم الأطباء النفسيون؛ إذ يدركون تحسن المريض على المستوى الجنسي بمجرد شفائه من مرضه النفسي الأصلي، والعكس بالعكس. إن الحب والجنس كليهما مهمان للذكر والأنثى، وإن اختلفت النسبة بينهما بشكل عام، فإذا كان الحب بالنسبة للمرأة أهم من الجنس، فإن العكس هو الصحيح بالنسبة للرجل، ولا أقصد أن الرجال لا يعرفون الحب، بل على العكس، وأكبر مثال هو زوجك الحنون المحب الذي يمنحك كل هذا الود والتفاهم، فلماذا تبخلين عليه بإعطائه ما يرضيه، وما هو حق له؟ نعم قد يأخذ جزءاً مما يريد وهو الجنس، ولكنه لا يصل إلى الإشباع العاطفي معك؛ إذ لا يأخذ الحب، فهو يريد أن يرى منك كامل الرضا بالمنح، وأتم السرور بالعطاء.. هو يريد أن تكوني راغبة فيه كما هو راغب فيك.. يريد أن يشعر أنه محبوب كما هو محب، وهذا لعمري قمة الذوق والإحساس من قبله، فلماذا لا تبادلينه حبًّا بحب أكبر وإحساسًا بإحساس أعمق، والمرأة هي نبع العواطف والأحاسيس؟! فأين أنت يا غالية من هذا؟! حتى كلمات الحب تخجلين أن تبوحي بها، فإن لم تُسْمعيها زوجك فلمن تسمعينها؟! وإذا لم تكوني مع زوجك قلبًا وقالبًا فكيف يكون شكل اللقاء بينكما؟! ألا يكون باردًا بدل أن يكون حميميًّا؟؟ وأظن –ولعل ظني ليس إثمًا- لولا أن زوجك يخاف الله أولاً، ويحبك ثانياً، ويقدر عاقبة الأمور ثالثًا لكان له تصرف آخر!! يا صديقتي: يجب أن تُعملي فكرك لترضي زوجك وتجعليه يقر بك عينًا، أليس من دعاء عباد الرحمن:{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن}(الفرقان/74)؟ ألم يصف الله تعالى الحور العين بقوله سبحانه:{عُرُبًا أَتْرَابًا}(الواقعة/37)؟ والعروب هي المتحببة إلى زوجها، ولا أذكرك وأنت زوجة داعية أن حسن التبعُّل لك فيه أجر كبير. خذي المعنى المجازي لهذه الكلمات المقدسة:{يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة}(البقرة/35)، فاجعلي بيتك جنة يجد زوجك فيها سكنه وراحته النفسية والجسدية، وقد أنعم الله عليك بمثل هذا الزوج الصالح، فأدخليه جنتك ليسكن فيها، وكوني حوريَّته المتوددة إليه قبل أن يبحث عمن يجد عندها ما تحرمينه منه، ألا وهو الحب، واعلمي أن الرغبة في أن نكون موضع حب هي دافع فطري متأصل فينا جميعًا ذكورًا وإناثًا، فلا يمنع كون زوجك داعية أن يكون له أشواقه الروحية إضافة إلى متطلباته الجسدية، وصلى الله على خير الدعاة الذي قالحُبِّب إليّ من دنياكم العطر، والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة).... تحببي إلى زوجك بكل أمر مباح ومتاح، وتذكري قول عائشة (رضي الله عنها) بما معناهإذا استطعت أن تضعي عينك أحسن مما هي عليه من أجل زوجك فافعلي). وطبعًا بالنسبة لزوجك هذا الرجل العاطفي، فلا يكفي أن تنوعي نفسك وتتزيني له كما تظن بعض النساء أنها إذا صبغت شعرها أحمر أو أصفر، وإذا لوَّنت عينيها كل يوم بعدسات لاصقة ومكياج مختلف فإنها بذلك ترضي زوجها.. لا يا سيدتي.. لا تستطع المرأة أن تملك زوجها إلا بإغداق الحب عليه، وبجميع أشكاله وفنونه صباح مساء، أما كيف هي هذه الفنون والأشكال، فلا أظن أن أحدًا يستطيع شرحها لك خاصة في هذه الصفحة، إنما هي أمور فطرية.. ابحثي عنها في قرارة نفسك، ولا بد أنك ستجدينها بعد أن تتخلصي مما شوّه فطرتك من تربية خاطئة.. أختي: أعرف أنه ليس سهلاً أن تغيري شخصيتك بين عشية وضحاها، وأن تنبذي من فكرك ما رسخ لأعوام فيه، ولكن ألم يئن الآوان لذلك؟! فقد أمضيت عمرًا مع زوجك دون أن تمتعيه بك كما يحب، ودون أن تستمعي بما أحل الله لك.. إن الشعور بنعم الله وشكر واهبها عليها يضفي على الحياة طيفًا جميلاً من السعادة، ويسكب في النفس إحساسًا غامرًا بالرضا، وقد رغبنا الله عز وجل بالاستمتاع بالطيبات:{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}(الأعراف/32)، {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ ن | |
|