ثروتي أفقدتني زوجي.. كيف أستعيده؟
أنا زوجة وأم لابنة في المرحلة الجامعية وابن في المرحلة الثانوية، ورثت مالا كثيراعن والدتي وكنت أنفق ببذخ على البيت، وكان زوجي راضيا عني، ولكنه فجأة قرر السفر إلى الخارج وتركني أنا والأولاد حوالي 3 سنوات دون اتصال أو إنفاق..
ومع إلحاحي أنا والأولاد عليه بدأ يتصل بنا وأخبرنا أنه تزوج امرأة سورية فأصبت بصدمة نفسية وعصبية لفترة من الوقت توقف فيها عقلي عن التفكير، ولكن بعد أن استعدت توازني بدأت أفكر بعقلانية وألتمس له الأعذار، وأبلغته بعفوي عنه وأنه حقه الشرعي، ولكنه لم يستجب لتوسلاتي حتى الآن، وأنا والأولاد في أمس الحاجة إليه.. فماذا أفعل؟
راجعي نفسك
يجيب د. محمد المهدى ،استشاري الطب النفسي، على السائلة قائلا:
ربما كان زوجك غير سعيد بالعلاقة بينكما خاصة أنك كنت تنفقين ببذخ على البيت، وقد يكون ذلك قد أثر في شعوره برجولته وقوامته عليك لكونه الطرف المتلقي منك على الرغم من قولك أنه كان راضيا، إذ لو كان راضيا ما سافر هكذا فجأة ولما ظل ثلاث سنوات دون اتصال، وهذا ما يستوجب أن تفكري فيه بشيء من الواقعية والمواجهة مع نفسك، وتسألي: ما الذي جعله يفعل ذلك؟ وتراجعي علاقتك به وعلاقته بك بنوع من التجرد والحيادية قدر الإمكان، فالبشر لا يتصرفون هكذا دون منطق مفهوم، وربما لم يستطع مواجهتك بما يضايقه أو يقلقه، وربما كانت العلاقة بينكما لا تسمح بالمصارحة والإفصاح فقرر هو أن يبتعد دون أن يتكلم.
بالطبع نحن لا نلتمس له الأعذار فهو مخطيء على الأقل في تركه لك ولأولاده دون إنفاق كل هذه المدة، وهذا يعكس نوعا من العدوان السلبي لديه، ويعكس عدم تحمله للمسئولية كزوج تجاه أسرته.
وأنت قد أبلغته تقبلك لأمر زواجه، وأعطيته الفرصة للرجوع أو على الأقل التواصل معك ومع أولاده وهو لم يستوجب، وهذا يعني أحد احتمالين : إما أن لديه مشكلة شخصية كبيرة تجعله يهرب من مسئولياته وواجباته ويلقيها عليك بالكامل، ليعيش هو حياته كما يحلو له، وإما أن لديه مرارة كبيرة يحملها لك في نفسه ولا يستطيع أن ينساها، بل ويعاقبك عليها طول الوقت.
وربما يفيد في مثل هذا الحال أن تستعيني بأحد أقاربه أو معارفه ليستوضح منه سبب ابتعاده لكي تستطيعي تحديد موقفك منه بناء على ذلك.
وإذا استمر في التغافل والابتعاد فليس أمامك سوى تحمل مسئولية أبنائك كما تعودت قبل ذلك، ولك الحق إن استمر في هجرك أن تطلبي الانفصال عنه إن كان في ذلك ضرر لا تستطيعين تحمله.
أما إن أردت استبقاء الشكل الاجتماعي للأسرة لمصلحة ابنتك وابنك فلك ذلك، واتركيه لضميره ربما يصحو في يوم من الأيام ويعود لرشده ولأولاده.