المدير العام Admin
الدولة : مصر المهنة : مدرس عدد المساهمات : 1285 تاريخ التسجيل : 06/01/2011 العمر : 51
| موضوع: وجه الحياة الآخر قصة قصيرة بقلم / جمعه شيبه الخميس 30 نوفمبر 2017 - 20:56 | |
| وجه الحياة الاخر
تجاوز الاستاذ عبد التواب عمران الموظف بأرشيف احدي المؤسسات الحكومية الاربعين خريفا ببضع سنوات ، وتبدلت جميع ملامحه ، يبدو وكانه ولد علي هيئته تلك ، فيعلو قسمات وجه حزن قديم ، كما أخذ الشعر الابيض يعبث برأسه ولحيته دون تريث ، تغير هندامه ،وتشابهت ملابسه ، وشاخت أفكاره وتدلي كرشه أمامه شبرا ، فلم يكد يعرفه من قد رأه من قبل ، تزوج ولم تشاء له الأقدار أن يكون ابا ، فتخلت عنه زوجته بعد أن عكفت في احضانه خمسة عشر عاما دون جدوي، جابوا فيها كل عيادات العقم والذكورة وأمراض النساء ،ولم تسفر تلك التجربة عن شيء سوي سلسلة متصلة الحلقات من الخلافات والمشاكل واليأس الذي لا ينتهي، ففضلت زوجته الانفصال بعد ان صرحت كل التحاليل الطبية بأن فرصة انجابه ضئيلة جدا ، فلاذت بالفرار إلي حضن زوج اخر غير آسفة عليه، لتنجب وتعيش حياتها كما ينبغي لها ، وتركته ليكمل هو الحياة وحيدا ،كما ولد وحيدا لأبوين قد فارقا الحياة منذ سنين، ليحيا حياة المضطر كشجرة ليس لها ظل ولا ثمر ولا رائحة ، ولا يرغب في بقاءها راغب ، فلقد ماتت كل الآمال لديه ، فقد عاش يعيد حساباته كل يوم الف مرة ، مستخدما كل طرق الحساب ، فيطرح خسائره ، ويجمع ما تبقي لديه من فرص قد تكون متاحة ، ويجبر كسور الامه و أماله ، كي تنتج له عددا صحيحا يقبل القسمة علي حظه المبتور، منذ أنا صرخ معلنا القدوم من رحم أمه ، إلا انها تأبي الا كسروا ، يعالج طموحاته التي تعانده الأيام فيها منذ ان وضع بذورها في رأسه ، كل ليلة يحيا صراع ضروس بين الوحدة واليأس وشباب عاشه بقلب عجوز ، وبين الرضوخ للواقع المؤلم وسبل التخلص من تلك الحياة, ويوقن بأن الموت قادم لا محالة ، ويؤمن بأنه نهاية كل حي،ولكن تبقي الاشكالية في وقت مجيئه. يذهب لعمله علي سبيل العادة ، يذهب مجبورا كعقرب الساعة الذي يجري طول الوقت ولا يدري لماذا ، ولا يدري متي سيتوقف ، فلا دافعا ولا املا ولا رجاءا لديه الا انقضاء الحياة . عرفه زملاءه بالعمل وتفهموا ظروفه جيدا تفهم الام لوليدها ، فبعضهم يحترمه وبعضهم يأخذه موضعا لسخريتهم ،والبعض الآخر عاش مشفقا عليه، وانضمت زميلة العمل الهام حامد التي تعيش في الربع الأخير من عقدها الثالث بمشاعرها الطيبة إلي فريق المشفقين عليه ، وذلك ربما لأنها ذاقت نفس ظروفه ؛ فقد طلقها ابن عمها لعدم قدرتها علي الإنجاب ، وتزوج بأخري غير عابئا بها ولا بمشاعرها، ولا بذات قربتها ،ومن وقتها وقد رفضت الزواج وقررت بأن تعيش بجمالها المتواضع لنفسها فقط ،وتلك فلسفة حياة قد يصعب علي الكثير ان يحيا بها ، و كانت أكثر الزملاء قربا من الأستاذ عبد التواب، لا تدري لماذا ، ولكنها مشفقة عليه اشفاق الاهل الذي حرم منهم ، تريد أن تهمس في أذنه قائلة هون عليك الأمر، وعيش ما تبقي من العمر لنفسك، تود أن تقول له اهتم بكافة شئونك، ولكنها كانت تخشي أن تجرح مشاعره ، الا انها قد قررت أن تقول له ذلك واكثرعندما يتسني لها الامر. وفي أحد الايام والتي كان فيها شهرمارس ( آذار) يلملم بقايا ساعاته لستعد للرحيل ، و كان لديهم فيه فترة عمل إضافية في الدوام المسائي ، كان جميع الموظفين يأخذون راحة لمدة ساعتين كعادتهم، ينصرفون في الثانية ظهرا لتناول الغذاء , علي أن يعودوا للعمل في الساعة الرابعة عصرا، ولكن عبد التواب كان حالة متفردة ، كان يمكث في المكتب دائما، ولم يخرج كعادة زملائه ، فقد كان يعشق الوحدة التي يبعد فيها عن عين الناس جميعا ، ويعيش حرا طليقا فلقد كانت حتي نظرات الآخرين تربكه وتبعث فيه التوتر، و جاءت الفكرة لإلهام بان تتأخر قليلا في الانصراف حتي يتسني لها أن تجلس معه علي انفراد بعيدا عن أعين الجميع، لتقول له ما سبق وأن عزمت عليه ، وبدا الموظفون في الانصرف ، واخذت إلهام تتظاهر بإنهاء بعض أعمالها الوظيفية ؛ وبعد دقائق معدودة انصرف الجميع لم يعد بالمكان احد الا هي وعبد التواب، تفاجأ عبد التواب بعدم انصرافها ، ووجدها نقترب منه وفي عينيها كلام كثير ، وجلست بالقرب منه علي استحياء قائلة بنبرة مغموسة في وداد الاخوة : يا استاذ عبد التواب ممكن اتكلم معك في موضوع خاص؟ فرد بارتباك واضح نسج فوق ملامحه قائلا: نعم ممكن واستطرد قائلا ولكن بخصوص ماذا؟ قالت : انا مثل اختك وانا متفهمة وضعك جيدا , والموضوع بخصوصك انت , فأنا أود أن تهون عليك الامر, وتعيش من أجل سعادتك فقط ؛ فليس لنا من الامر شيء، وبمجرد أن طرقت كلماتها أذنيه ، الا وانهمرت دموعه كفيضان نهر تجاوزت مياهه كل حدود الأمان، وعجز أن يلملم بقايا ما لديه من تماسك ليسيطر علي نفسه و وكأن كلماتها فجرت بداخله بركان خامد منذ مئات السنين ،وتعالي نحيبه حتي تجاوز حدود المكان الذي يجلسان فيه ، فهي أول من يسأل عن أحواله منذ سنين، ودموعه الغزيرة فجرت دموعها ، فراحت تبكي بحرقة في صمت ،فقد تشابهت ظروفها كثيرا،يبكيان من واقع اقتص منهم لظروف خارجة عن ارادتهما ،ومن مجتمع البسهما جلباب اليأس رغما عنهما. اقتربت منه قليلا لتمسح بأناملها اثر دموع غزيرة سالت علي خديه ، فبدأ أمامها كالطفل اليتيم ،تهزه تنهداته العنيدة هزا، اقتربت منه أكثر واخذت تربت علي ظهره وتطيل النظر في حزن عينيه ، وذابت بينهما كل الفوارق، وحلت بينهما مودة ليس لها حدود ،وعلي نحيبهما معا، فكل يبكي علي ليلاه. نعم إنها لحظات معدودة حلت فيها كل أطياف التوافق والتكافل والمشاعر، نسج عليهما الإحساس شباكه، وهطلت عليهما سيول من فيض الحب الخالص، وجدت نفسها بدون أدني إرادة منها تقويه و تواسيه وتسانده بسيل من العبارات والوعود التي لم تعدها برأسها من قبل ، وعود هي وليدة اللحظة ،وليدة احساسها الخالص به والذي تجلي واضحا بلا شوائل ولا رتوش ، قالت :لا تقلق أنا معك، انا اختك و.........، وسوف أهتم بك و...... .... لا تدري ماذا قالت.. ولكنها قالت كل ما قد يساعد علي انتشاله من مستنقع الضياع الذي غاص فيه واستقر ،قالت كل يمنحه القوة والعزيمة ،قالت ما يطمئنه ويشعره بالأمان والأمل وينتزع ذلك اليأس القابع في قلبه وكأنها ودت ان تخبره بأن مازالت الدنيا بخير، وأن مازال للأيام وجه أخر، وجه لم يراه هو ولا هي من قبل. أماهو فقد تاهت مشاعره، وتلاطمت أمواج حب دافئة في بحر إحساسه بعنف ، وغسلت دموعه التي هطلت جميع مواجعه، بكي القسط الأكبر من بكاء الارتياح، الذي يصبو إليه كل البشر حين يبلغ منهم الالم مبلغه، ولكنه لا يريد أن يبعد عن هذا الأمان الذي شعر به، ويكره أن يستعيد إحساسه القبلي، رافض ان يبرح لحظات نشوته تلك ، فلملم بقايا شجاعة لديه قائلا : لا تبعدي عني ، أريد بقاءك هنا في هذه المسافة، فأنت كل شيء ، واستطرد كلامه قائلا: تتزوجني؟ لا يدري كيف قالها ولكنه قال. سرت في جسدها رعشة لم تعرفها من قبل، رعشة افقدت لسانها النطق بالجواب علي سؤاله ولكن سرعان ما بادرت عينها بالموافقة إيماءا، لا تدري ماذا يحدث وكيف، فقد تفتت قرارها السابق، وذاب عزمها الأكيد علي عدم خوض التجربة ثانية ، وجدت نفسها موافقة دون ادني تفكير، وكأنها تصبو إلي هذه التجربة بشوق، فقال لها : ألمح في عينيك الجواب بالموافقة إن أصبت في قراءتها فردت: نعم. فقال : وليكن الان. فقالت : ليس لدي ما يحول دون ذلك فقال : ألم تأخذي موافقة الاهل؟ قالت: ليس لي أحد غير أخ هاجر من أكثر من عشر سنوات إلي احد مقاطعات كندا وتزوج بأجنبيه وليس بيننا الا اتصال هاتفي مرة كل عدة اشهر..وها أنا اعيش في أحضان خالتي العجوز أوصل برها بعد ان هجرها أولادها ذكورا وإناثا بحثا عن الحياة الافضل في ربوع ولايات امريكا. فتههل قلبه فرحا بتك الظروف التي أزاحت اي معوقات في طريق قرارة المفاجئ ، بل وكانت دافعا ليتحقق قدر الله والذي لم يفكر فيه من قبل ذلك أبدا فإتجها مسرعين إلي أقرب مكتب مأذون وهما في حالة أشبه ما تكون بحلم جميل قد أتي في غفوة لم يعد لها، وكأنهما في سبات ويخشيا أن يستيقظا علي الواقع المر ثانية. لا يدركا لهذا التعجل سببا سوي حب الهروب مما هما فيه ، وربما اشتياقا لوجه الحياة الآخر، وربما خوفا من ظهور ما يحول دون تنقيذ ما توافقا عليه عقد المأذون قرانهما بحضور شاهدين استدعهما علي عجل ؛ وبارك لهما ، وانصرفا من عنده علي غير ما دخلا، فهما الان أهلا لبعضهما،كل منهما يصبو إلي المودة والسكينة والرحمة اللائي وعد الله بهم في محكم تنزيله، وانصرفا متزوجين دون أي إتفاقات إلا من عزيمة فولاذية تضمر في النفس علي الحياة ، وتعويض ما كان ،وبدون اي اختلافات، وكأنهما قررا معا أن يسحقا كل الروتينيات المجتمعية الهشة ، التي تحول دون سعادتهما اتخذا بكل جراءة وبساطة وسرعة ودون تفكير قرار الحياة ، والتخلي عن الوضع الذي صنعته الظروف لكل منها ، وضع ذراعه بذراعها ومشيا يتباهيان بأنفسهم بكل فخر ،بدا الكون في أعينهما في ابهي حلله، والزمان جميل، اليسا علي أعتاب فصل الربيع الذي تتزين الدنيا لمجيئيه ، والزهور تتفتح ويفوح عطرها إلي عنان السماء، ورائحة العبير والياسمين و....... تعبق بالأنوف، وتنشرح الصدور لمداعبة الشمس جمال الارض بأشعتها الذهبية ، وتعشق الكائنات بقاءها ،وجلها في هذا الوقت من العام يقبل علي التزاوج راغبا، واتجها إلي شقته التي خيمت عليها أحزانه العنيدة ،ووحدته الكئيبة و التي مكث فيها ينتظر الموت ليال طوال ، توجها اليها لتفرح من جديد، وتبتهج وتقرع طبول الحياة لقدوم انثي إليها للمرة الاولي منذ سنين وهنا عاشا ليلتهم بكل معانيها لن اقول لك كيف ولكن استطيع ولكني سأترك لك العنان ان تتخيلها انت ان استطعت. وفي اليوم التالي اتيا للعمل معنا،ليخبرا الجميع بجميل ما كان،ويحصلون علي تهاتي و مباركة كل زملاءهم، والدهشة والفرحة معا ينهشان عقول الجميع ، وحصلوا علي أجازة زواج من العمل …لقضاء شهر عسل في أجمل أماكن مصر،..... ولكن ما لم يستطيع أحدا إنكاره أنهما رجعا للحياة من بعد موت وللأمل من بعد يأس ، والاستقرار من بعد تذبذب و....... ...... وعاشوا حياة لا ضغوط فيها ولا خوف ولا تذبذب ولا هموم ولا خلاف ، حياة ليس بينها وبين ما عشاه من قبل ثمة تشابه , أنه وجه الحياة الاخر الذي كثيرا ما اشتاقا إليه. حياة حب واطمئنان واستقرار و سكينة , صارت له الاهل جميعا ، وصار لها كذلك وأكثر، عشا ببساطة وجميل ما لديهما مثالية حرم منها الكثيرون من أصحاب الثراء والجمال ومن يمتلكون أجزاءا شاسعة من جوانب الارض . بدا في عملهما نموذجا رائعا ، شد انتباه الجميع، فبدأ الأستاذ عبد التواب بنظارته السوداء باسما متألقا في هندامه الرائع ، وبدله المتناسقة , وحذاؤه اللامع, وأسلوبه الجذاب , وعطره الآخاذ ، وكأنه مطرب عالمي , وزاده الشعر الابيض في رأسه ولحيته جمالا ورونقا ووقارا، بدا وكأنه شخصا أخر، لم يبت بأي شبه أو صله قرابة بعيد التواب الذي عرفوه من قبل، فقد طرقت أبواب حياته لمسات أنثي تعشقه وتعشق الحياة معه ، فصنعت جمال مظهره بأناملها الماسية ، وحسها الراقي ، ومنحت نفسه الرضا وراحة البال وعشق الحياة الذي لا تنتهي. أما عن الهام فقد بدت التي كانت متواضعة الجمال من ذي قبل، ساحرة الطلة ، تصبو كل العيون لرؤيتها بشوق ، باسمة الثغر بشكل دائم ، تعلو قسمات وجهها حيوية أنثوية لا مثيل لها ، تبدو وكأن عمرها لا يتعدي علي أسوأ تقدير للناظرين العشرين ربيعا ، ملابسها متنوعة أخاذة، وجسمها صفير القد جميل، وتصرخ في ملامحها المصرية التي تميل إلي السمرة الخفيفة جدعنة بنت البلد ، الجريئة في أدب ، والمقدامة في حياء، تعرف ما تقول ومتي تقول ،وأين تقول , اشتهرت بين زملاء العمل بالكرم والحكمة والكياسة ورجاحة العقل ،لا تفارق ثغرها الابتسامة ، وأما عن دفء أنوثتها فقل ما شئت، فهي التي تمتلك في صوتها الرخيم بحة تثور لها كل المسامع. أخذتهما حياة قد يصعب علي مفردات الوصف بيان روعتها ، والوفاء بجمال دقائقها ، حياة أسفرت بعد مرور أشهر قلائل علي ظهور بوادر حمل علي الهام ، دون طبيب ولا عقار ولا تحليل و لا بحث ولا انتظار، فما أجمل الفرحة التي تأتي دون موعد ، والأمل الذي يتحقق بعد أن استحال في نظرنا فنسيناه ، ضحكت لهما الحياة بكل لغات العالم ، وعاشا سعادة لم يذقها من قبل، ليشعرالأستاذ عبد التواب وكأن الحياة قد قررت التصالح معه وعزمت علي نزع حصيلة الامه التي قد فاقت تحمله من قبل ، فهو الذي طاف كل مدن الحزن في رحلة بحثه عن السعادة من قبل ، وعاد صفر اليدين ، وخاض معارك الحياة الضارية التي لا قبل له بها منذ أن دونوا اسمه بشهادة ميلاده، الا انه انهزم في غالبية جولاته ، وهو الذي كان كلما قرر النسيان تذكر ، ولم ينسي الا ما حاول جاهدا تذكره ،ها هو الان يحلم ويتحقق حلمه ويأمل ويفرح، وتسير كل الامور طوع بنانه. وما إن إكتملت شهور الحمل إلا وازدادت حياتهما إشراقا بميلاد "رحمة" تلك المولودة الفائقة الجمال والتي جاءت بأقدار الله من رحم السعادة ،جاءت من حيث تعذرت الاسباب، جاءت لتكمل لهما الحياة وزينتها، لا تسأل كيف جاءت ولا تندهش ،نعم فقد أنجب الذي انفصلت عنه زوجته لعدم انجابه، وأنجبت التي طلقها ابن عمها لعدم قدرتها علي الإنجاب ، الإنجاب هبة من عند الله ، ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ) لم يأتي الإنجاب بإجتهاد احد ، ولم يتأخر لعدم اجتهاد آخر، ومن جعل له الأسباب بقادر علي أن يمحها.. أو يجددها أينما شاء ولمن أراد.... ولم يكن الإنجاب بالنسبة لإلهام كمجرد الإنجاب لدي باقي النساء ؛ إنما كانت فيه شهادة لإكتمال أنوثتها، جادت بها الاقدار بعد أن بلغ اليأس منها مبلغه ، وتصريح بصلاحها كامرأة ،بعد أن رأت نفسها شيء فاقد المعني، غير أنه داوي الجرح الأعظم الذي كان بأعماقها منذ تجربتها الأولي المريرة، ولذا تمنت يوم ولادتها لو تحمل وليدتها وتجوب بها مشارق الأرض ومغاربها ،لتعلن عن نفسها ووجودها وصلاح وخصوبة منبتها. ويحلو لي أن اقول في هذا المقام إننا إذا صنعنا الظروف التي تحقق لنا السعادة سعدنا ،فالحياة إرادة ،والسعادة صناعة محلية ، في داخل النفس مصانعها، وإذا تركنا أنفسنا للظروف تعبث بنا وفق ما هي عليه ؛ خسرنا أشياء كثيرا في حياة لم نعيشها الا مرة واحدة إما سلبا وإما ايجابا، وقد تكمن الحياة والسعادة خلف القرارات الجريئة التي لم يجرؤ الكثير منا علي اتخاذها.. ولم بتبقي سوي أن أقول لك من منطلق هذه القصة وغيرها مما يحدث في عالمنا المثير ، أن الحياة نحن من نصنع جمالها وبهاءها بقليل وجميل ما نملك ونترك مالا نملك علي الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء...
بقلم جمعه شيبه 30 نوفمبر 2017
| |
|