ينفق أمواله على الراقصات.. أحجر علي والدي؟
أنا شاب في أواخر الثلاثينات وأبي اقترب من السبعين ويعيش بمفرده بعد زواج أخي الأصغر, من فترة وهو يعاني من خلل واضح في تصرفاته بعد خروجه علي المعاش تسبب في إسرافه بشكل هيستيري وإغداقه المال في غير مكانه, حتى أنه صار يقضي معظم وقته في الملاهي الليلية ويسرف ببذخ علي الراقصات وبنات الليل,
ومعظم أفراد العائلة لاحظوا سوء تصرفاته.. تشاورت مع إخوتي واقترحوا رفع قضية حجر عليه خاصة بعد أن طردهم من المنزل عند محاولتهم مناقشته في أفعاله , ولكني متردد في القيام بهذه الخطوة وأخاف أن تكون نوعا من العقوق لأبي، وفي نفس الوقت أخاف أن أتركه فريسة للمحتالين.. إنصحوني ماذأ أفعل؟
مشكلة سيئة السمعة
في ردها على السائل أكدت د. سمر عبده ،أخصائي الإرشاد الأسري، أن قضية الحجر مسألة حرجة جدا وتكمن مشكلتها الأساسية في إساءة إستخدامها مما جعلها سيئة السمعة, ناصحة بأن يكون الحجر الحل الأخير الذي يلجأ له الابن.
ولفتت إلى أن ذلك لا ينطبق علي الحالات التي لاينفق الأب فيها علي أبنائه لأنه متجبر، بحيث يكون الغرض منه حماية الأب وليس حماية أمواله ،كما يفعل معظم الأبناء الذين يلجأون لهذا الحل.
ونصحت الابن صاحب المشكلة بالقيام بعدة خطوات قبل اتخاذ قرار الحجر علي الأب:
- إحاطة الأب بجو أسري وإعطائه أكبر قدر من العطف والحنان, وعدم تركه يعيش وحيدا دون ونيس.
- مناقشته بشكل ودي ومراجعته في أخطائه بأكبر قدر من الهدوء، وتحمله لأقصي درجة لمعرفة أسباب تغيره ولجعله يشعر باهتمام أبنائه, وتكرار المناقشة والمراجعة أكثر من مرة.. فجزء من بر الآباء مراجعته في أخطائه.
- اللجوء إلي الأقارب والأصدقاء لمساعدتهم في إقناع الأب بالعدول عن تصرفاته.
- اللجوء للتحكيم.. ولايشترط أن يكون المحكم شخصا قريبا من الأب، ولكن يشترط أن يكون حكيما منصفا يشهد علي الوضع ويحاول إصلاحه.
- أما في حالة عدم الاستجابة فعلى الابن إقناعه بالعرض علي طبيب نفسي لاحتمال معاناته من مشكلة نفسية حقيقية, ومن الممكن نقله لمصحة نفسية بعد الاتفاق مع كبار العائلة.
خيار أخير
وأضافت عبده أنه بعد فشل جميع المحاولات وفي ضوء الاهتمام بالأب والخوف عليه وبعد الاتفاق مع جميع الأشقاء وكبار العائلة يمكن اللجوء للحجر كحل أخير, مع ضرورة التمهيد للأب بهذا القرار حتي لا يكون مفاجئا له، فهو قرار قاسي عليه وإذا لم يتم التمهيد والسيطرة سيؤدي به للاكتئاب, ولابد من عرضه علي طبيب نفسي لمساعدته علي تقبل الأمر, مع ضرورة إحاطته بالرعاية والاهتمام وتكرار زيارته ليتأكد أن هذه الخطوة لمصلحته ، وحتي في حالة رفضه رؤيتهم عليهم عدم تركه وحيدا.
وأوضحت أن هناك مشكلة لابد من مراعاتها بعد إتخاذ قرار الحجر وهي الأحفاد، لأنه سيتسبب في وجود علامات استفهام كثيرة لديهم، وقد يشعرون أنه نوع من أنواع العقوق أو أنه أمر عادي فيسيئون استخدامه في الكبر, لذلك علي الإبن ،وفقا لأعمار أولاده، أن يشرح الموقف لهم, وعليه أن يجعلهم يزورون الجد بشكل مستمر ليتأكدوا أن والدهم قام بذلك للحفظ علي أبيه وليس طمعا في أمواله.
لا يجوز شرعا
ومن جانبه أكد الشيخ إبراهيم البديوي ،أستاذ القراءات وعلوم القرآن بالأزهر الشريف، أنه لا يجوز الحجر علي الآباء إلا إذا كان أحدهم يعاني من قصور عقلي ومرض واضح بشهادة طبية, أما في حالة سوء تصرفات الأب وعدم صرف الأموال في مصارفها الشرعية فلا يجوز الحجر عليه, فالأب هنا يكون مسئولا عن تصرفاته، وهو من يسأل يوم القيامة عن أمواله فيما أنفقها ومن أين اكتسبها, والابن مطالب ببر الوالدين إلي الممات وهو ليس مسئولا عن تصرفات أبيه.
وأضاف: لذا أنصح السائل بعدم الالتفات لمال الأب والاهتمام به لشخصه ، وأحذره من الوقوع في فخ عقوق الآباء وأذكره أن من ينظر لأبيه نظرة سخط لا يشم رأئحة الجنة.
وبعد إذا كنت تعانب من تجربة مماثلة سواء كنت أبا تعرض لجحود أبنائه أو ابنا يعاني من تصرفات والده .. أرسل لنا تجربتك من خلال خدمة التعليقات وشاركنا برأيك .