تعريف هاء الكناية هي هاء الضمير الزائدة عن بنية الكلمة التي يكني بها عن المفرد المذكر الغائب، وقد تأتي ساكنة أو متحركة، ويوقف عليها بالإسكان والروم والإشمام، وتكون في الأفعال ( يعلمه (والأسماء ( ربّه ) والحروف (به).
- نتأكد من أنها زائدة بصحة إحلال الكاف أو الياء مكانها مثل:
صاحبه:صاحبك
صاحبه: صاحبي
الأمر الأول: في حركتها
الأصل فيها الضم نحو (لَهُ – منْهُ)، إلا إذا وقع قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحو (إليْهِ، فيْهِ – بِهِ) فتكسر باستثناء (كما قرأ حفص):
• استثنى من كسر هاء الكناية موضعان سكن حفص فيهما الهاء:
1- "أرجِهْ" في قوله تعالى (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ (الأعراف 111 والشعراء36. ويسمى سكون الصلة الصغرى لأن القاعدة كانت تقتضي صلة هذه الهاء صلة صغرى.
2- "فألْقِهْ" في قوله تعالى: (اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ (النمل 28. ويسمى سكون الصلة الكبرى لأن القاعدة كانت تقتضي صلة هذه الهاء صلة كبرى لوقوع الهمز بعدها.
• استثنى من ضم هاء الكناية موضع واحد كسر حفص فيها الهاء:
3- "وَيَتَّقْهِ" في قوله تعالى: (وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) النور 52 رغم أنها وقعت بين ساكن ومتحرك قرأها حفص بالكسر وصلاً.
• استثنى من كسر هاء الكناية الواقعة بعد ياء ساكنة موضعان ضم حفص فيهما الهاء:
4- "وَمَا أَنسَانِيهُ" في قوله تعالى: (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ ) الكهف 63.
5- "عَلَيْهُ اللَّهَ" في قوله تعالى: (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )الفتح 10.
الأمر الثاني: في صلتها/الإشباع
لها الحالات التالية:
• إشباع الهاء: إذا وقعت بين متحركين
- تكون إما صلة صغرى إذا كان بعد الهاء غير الهمزة، نحو (لَهُ كُفواً) ... باستثناء "يَرْضَهُ لَكُمْ" الزمر7 فقرأها حفص بترك صلة الهاء (مستثنى من الصلة).
- أو صلة كبرى إذا كان بعد الهاء همزة، نحو (مالهً أخلده).
• عدم إشباع الهاء:
- إذا وقعت بين ساكنين ، نحو (فيْهِ الْقرآن).
- إذا وقعت بين متحرك وساكن ، نحو (لـَهُ الْملك).
- إذا وقعت بين ساكن ومتحرك ، نحو (فيْهِ هُدى – عنْهُ ذَلك) ... باستثناء " وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا " الفرقان69 فقرأها حفص بإشباع صلة الهاء (مستثنى من عدم الصلة).
تنويه: قيل أن
أصل يرضَهُ هو يرضاه، فالألف ساكنة وحيث أن هاء الكناية وقعت بين ساكن (الألف في يرضاه) و متحرك (اللام في لكم) فقيل أن القاعدة هو عدم إشباع الهاء نظراً للأصل. وقيل حتى توحي بفورية رضا الله عن شكر عباده.
إشباع صلة الهاء في (فِيهِ مُهَانًا) ، قيل بسبب التركيز على شدة العذاب.
قيل أن مد الصلة لم يرد في (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ) حتى توحي بتقليل شأن موسى وهارون عليهما السلام في نظر ملأ فرعون حيث كانوا يعتبرونهما ساحرين .
قيل أن مد الصلة لم يرد في (فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ) لتوحي بتقليل شأن قوم سبأ في نظر سليمان عليه السلام وكذلك بطلب سرعة إلقاء الكتاب.
(هذِهِ نَاقة) الكلمة الوحيدة التي بها هاء تأنيث وتأخذ حكم هاء الكناية، وهو وجود مد صلة صغرى إذا كانت الهاء بين متحركين.
سبب تسمية مد الصلة الصغرى بهذا الاسم:
مد صلة:
لأنه يجب وصل الهاء بواو أو ياء ممدودة بمقدار حركتين وذلك لإشباع حركة الهاء.
صغرى:
لأنه يمد حركتين فقط كالطبيعي، لعدم وجود سبب المد الزائد عن الطبيعي.
الأمر الثالث: في الوقف عليها
الحكم:
* يجوز الوقف عليها بالروم والإشمام إذا سبقتها:
- ألف ساكنة، نحو (أخاهُ).
- الفتحة، نحو (رسولَه).
- ساكن صحيح، نحو (منْه).
* المنع مطلقاً إذا جاءت مضمومة وقبلها واو ساكنة أو ضمة:
- الضمة، نحو (يخلفُهُ). - واو ساكنة، نحو (وليرضَوْهُ).
* المنع مطلقاً إذا جاءت مكسورة وقبلها ياء ساكنة أو كسرة:
- الكسرة: نحو (بِهِ) - ياء ساكنة، نحو (فِيْهِ).